الباقي وهو الذى عليه العمل وبالغ ابن الجوزي وابن الجزار فنقلا فيه الإجماع، وقال القسطلاني هو الذى عليه عمل أهل مكة قديما وحديثا في زيارتهم موضع مولده في هذا الوقت (أو لثمان من ربيع الأول) أي بعد مضي ثمان منه، قال قطب الدين القسطلاني وهو اختيار من له معرفة بهذا الشأن واختاره الحميد الأندلسي وحكى القضاعي إجماع أهل الميقات عليه ورواه الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم وكان عارفا بالنسب وقيل ولد لعشرة مضين من ربيع حكاه مغلطاي والدمياطي وصححه، وقيل لثمان عشرة خلت منه وقيل لثمان بقين منه وقيل ولد لليلتين خلتا منه وقيل لسبع عشرة خلت منه، وقيل في يوم اثنين من ربيع غير معين. قال جامعه سمح الله له القول الأول في كلام الناظم لم أره والأقوال الأخر الثمانية حصلها القسطلاني سبعة منها في تعيين اليوم الذى ولد فيه من ربيع والثامن أنه غير معين منه وقيل ولد في ربيع الآخر وقيل في رمضان وقيل في يوم عاشورا، وهو غريب لا يعرف، وقيل ولد في رجب واختلف هل ولد بالليل أو النهار والمشهور أنه ولد في النهار مع بقاء الظلمة كما في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أنه ولد عند طلوع الفجر وروى أبو نعيم عن عمرو بن قتيبة قال سمعت أبي وكان من أوعية العلم قال لما حضرت آمنة الولادة قال الله للملائكة افتحوا أبواب السماء كلها وأبواب الجنان وألبست الشمس يومئذ نورا عظيما وكان قد أذن الله تعالى أي أراد تلك السنة أي التى حمل فيها بالنبي صلى الله عليه وسلم لنساء الدنيا الحاملات منهن أن يحملن ذكورا كرامة لمحمد صلى الله عليه وسلم اهـ. وكانت تقول أتاني أت حين مر من حملي ستة أشهر في المنام وقال يا آمنة إنك قد حملت بخير العالمين فإذا ولدته فسميه محمدا واكتمي شأنك، قالت ثم أخذني ما يأخذ النساء ولم يعلم بي أحد وإني لوحيدة في المنزل وعبد المطلب في طوافه فسمعت وجبة عظيمة وأمرا عظيما هالني أي رؤية- عين بصيرة- كأن جناح طائر أبيض قد مسح على فؤادي فذهب عني الرعب ثم التفت فإذا أنا بشربة بيضاء أي بآنية شربة أو أطلق الشربة على