محلها وهو المشربة بكسر الميم مجازا من تسمية المحل باسم الحال فيه فتناولتها فشربتها. وفي رواية وكنت عطشى فشربتها فإذا هي أحلى من العسل فأصابني نور عال ثم رأيت نسوة كالنخل طوالا كأنهن من بنات عبد مناف يحدقن بي فبينما أنا أتعجب وأنا أقول وا غوثاه من أين علمن بي؟ فقلن لى نحن آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران وهؤلاء من الحور العين واشتد بي الأمر وإني أسمع الوجبة في كل ساعة أهول وأعظم مما تقدم، فبينما أنا كذلك إذ بديباج بكسر الدال ويجوز فتحها نوع من الحرير أبيض قد مد بين السماء والأرض وإذا بقائل بقول خذاه عن أعين الناس قالت ورأيت رجالا قد وقفوا في الهواء بأيديهم أباريق من فضة ثم نظرت فإذا أنا بقطعة من الطير قد أقبلت حتى غطت حجرتي، مناقيرها من الزمرذ وأجنحتها من الياقوت فكشف الله عن بصري فرأيت مشارق الأرض ومغاربها ورأيت ثلاثة أعلام مضروبات علما بالمشرق وعلما بالمغرب وعلما على ظهر الكعبة، قال شارحه ولعل الحكمة في ذلك الإشارة إلى أن دينه يعم المشارق والمغارب ويعلو مكة ويصير بيننا كالأعلام فأخذني المخاض، قال البيضاوي بفتح الميم وكسرها مصدر مخضت المرأة إذا تحرك الولد في بطنها للخروج، فوضعت محمدا صلى الله عليه وسلم فنظرت إليه فإذا هو ساجد قد رفع أصبعيه إلى السماء كالمتضرع المبتهل ثم رأيت سحابة بيضاء قد أقبلت من السماء حتى غشيته فغيبته عني ثم سمعت مناديا ينادي طوفوا به مشارق الأرض ومغاربها وأدخلوه البحار ليعرفوه باسمه ونعته وصورته. وقولها من بنات عبد مناف شبهت بهن لاشتهارهن بين النساء بالطول والجمال. ومن عجائب ولادته أيضا روي عن عائشة رضي الله عنها قالت كان يهودي قد سكن مكة فلما كانت الليلة التى ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا معشر قريش هل ولد فيكم الليلة مولود قالوا لا نعلم، قال انظروا فإنه ولد في هذه الليلة نبي هذه الأمة بين كتفيه علامة فانصرفوا فسألوا فقيل لهم قد ولد لعبد الله بن عبد المطلب غلام، فذهب اليهودي معهم إلى أمه