للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السن فأراد صلي الله تعالى وسلم أن يطلقها، فقالت لا تطلقنى وأنت فى حل منى، فأنا أريد أن أحشر فى أزواجك وإنى قد وهبت يومي لعائشة، وإنى لا أريد ما تريد النساء فأمسكها حتى توفي.

وأخرج الترمذي بسند حسن عن ابن عباس وأبو داوود عن عائشة أن سودة خشيت أن يطلقها صلى الله تعالى عليه وسلم فقالت لا تطلقني وأمسكني وأجعل يومي لعائشة ففعل، ففعلت. فأنزل الله: {وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو اعراضا} (الآيه).

وفي مرسل رواه ابن سعد انه بعث إليها بطلاقها فناشدته أن يراجعها، وجعلت يومها وليلتها لعائشة، ففعل. لكن صحح الدمياطي وتلميذه اليعمري أنه لم يطلقها. وكانت رضي الله تعالى عنها شديدة الاتباع لأمره صلي الله تعالى عليه وسلم. وصح عن عائشة أنها قالت: ما من الناس أحد أحب إلى أن أكون فى مسلاخه من سودة، ان بها إلا حدة فيها، كانت تسرع منها الفيئة. ومسلاخها بكسر الميم وسكون المملة وخفة اللام وخاء معجمة هديها وطريقتها.

وروى ان عمر بعث إليها غرارة من الدراهم، فقالت ما هذه؟ قالوا دراهم. قالت فى غرارة مثل التمر؟ ! ففرقتها. وكانت تضحكه صلي الله تعالى عليه وسلم بالشيء أحيانا.

فائدة:

يقال كبر بالكسر إذا أسن، يكبر بالفتح، وكبر بالضم إذا عظم فى الأجسام والمعاني، يكبر بالضم فيهما.

قال الدنوشري:

كبرت بكسر الباء فى السن وارد ... مضارعه بالفتح لا غير يا صاح

وفي الجسم والمعنى كبرت بضمها ... مضارعها بالضم جاء بإيضاح

نقله الزرقاني. وقول الناظم فوهبت فاعله ضمير يعود على سودة كالمجرور بالإضافة وأما المجرور باللام فهو لعائشة، وبنت نائب فاعل

<<  <  ج: ص:  >  >>