للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال أما ما ذكرت من غيرتك فإنى أرجو الله أن يذهبها عنك. فكانت لا تجد من الغيرة شيئا. وأما ما ذكرت من صبيتك فإن الله سيكفيهم، وأما ما ذكرت من أوليائك فليس أحد من أوليائك يكرهني.

فقالت لابنها عمر كما فى رواية أحمد والنسائي ولابن اسحاق آنه سلمة أخوه وعليه الأكثر زوج رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أمك، فزوجه إياها.

واستشكل كل من الروايتين بصغر سن ابنيها إذ لم يبلغ واحد منهما والحق انه عليه السلام زوجها من نفسه بلا ولى كما هو من خصوصياته. وقبله من ابنها صورة تطييبا لخاطرها وبذلك جزم السيوطي.

وقوله فى الحديث المار: اللهم أجرنى. قال السيوطي بهمزة قطع ممدودة وكسر الجيم بوزن أكرمنى، وبضم الجيم بهمزة وصل بوزن أنصرنى أي أثبتنى، وقوله أخلفنى بضم اللام، وروى ابن سعد عنها قالت: قلت لابي سلمة بلغني أنه ليس امرأة يموت زوجها وهما من أهل الجنة، ثم لم تتزوج بعده إلا جمع الله له بينهما فى الجنة. وكذلك إذا ماتت المرأة وبقي الرجل فتعال أعاهدك أن لا تتزوج بعدى وأن لا أتزوج بعدك. قال فإذا أنا مت فتزوجي ثم قال اللهم ارزق أم سلمة بعدي رجلا خيرا مني لا يحزنها ولا يوذيها. فلما مات قلت: ما هذا الذى هو خير لى من أبي سلمة؟ فلبثت ما لبثت فجاء رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ووقف بالباب فذكر نحو ما سبق. انظر الزرقاني.

(وفى خلافة يزيد ... في عام ستين قضت بلا مزيد)

المجرور الأول متعلق بقوله قضت يعنى أن أم سلمة رضي الله تعالى عنها قد قضت أي ماتت عام ستين من الهجرة بلا زيد على الستين فى خلافة يزيد بن معاوية، وما ذكره الناظم هو الذى صححه اليعمري.

وقال البخاري فى التاريخ الكبير ماتت سنة ثمان وخمسين وصحح فى المواهب أنها ماتت سنة تسع وخمسين.

وقال فى الإصابة وهي آخر أمهات المؤمنين موتا، فقد ثبت فى مسلم أن الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة بن عبد الله بن صفوان دخل على

<<  <  ج: ص:  >  >>