أبو أمية من أجواد العرب ويعرف بزاد الركب لأنه كان إذا سافر لم يحمل أحد من رفقته زادا بل يكفيهم هو. وأمها كما فى أس الإسلام عاتكة بنت عامر بن ربيعة بن مالك وزوجها أبو سلمة هو ابن عبد الأسد كما مر ابن هلال بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم وكانت أم سلمة موصوفة بالجمال البارع والعقل البالغ والرأي الصائب ويكفي فى وفور عقلها إشارتها له عليه السلام يوم الحديبية حتى قال إمام الحرمين لا نعلم امرأة أشارت برأي فأصابت إلا أم سلمة. وقالت عائشة لما تزوجها تعنى أم سلمة حزنت حزنا شديدا لما ذكر النساء من جمالها فذكرت ذلك لحفصة فقالت ما هي كما يقال فتلطفت حتى أن رأيتها فرأيت والله أضعاف ما وصفت فذكرت لحفصة فقالت نعم ولكنى كنت غيرا وكان تزوجه عليه الصلاة والسلام بها فى ليال بقين من شوال من السنة التى مات فيها أبو سلمة وهي السنة الرابعة على الصحيح وقيل الثالثة وكانت أم سلمة قد سمعته عليه السلام يقول ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول اللهم أجرنى فى مصيبتى وأخلفنى خيرا منها إلا أخلف الله له خيرا منها. وفى رواية لا تصيب أحدا مصيبة فيسترجع عند ذلك ثم يقول: اللهم عندك احتسبت مصيبتى هذه، اللهم أخلفنى بخير منها إلخ.
قالت فلما مات أبو سلمة استرجعت وقلت: اللهم عندك احتسبت مصيبتى هذه ولم تطب نفسى ان أقول اللهم أخلفني خيرا منها، فقلت أي المسلمين خير من أبى سلمة. ثم إني قلتها، فأخلف الله لى رسول الله صلى تعالى عليه وسلم. فأرسل إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم حاطب بن أبى بلتعة يخطبنى له بضم الطاء، وفى رواية فخطبها أبو بكر فأبت وخطبها عمر فأبت ثم أرسل إليها رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، فقالت مرحبا برسول الله إن فى خلالا ثلاثا: أنا امرأة شديدة الغيرة وأنا امرأة مصبية بضم الميم وسكون المهملة وخفة التحتية أي ذات صبية، وأنا امرأة ليس لى هنا أحد من أوليائى فيزوجنى.