وسلم فى المنزلة عنده، وما رأيت امرأة قط خيرا منها فى الدين وأتقى لله وأصدق حديثا وأوصل للرحم وأعظم صدقة وأشد ابتذالا لنفسها فى العمل، الذى تتصدق به، ويقرب إلى الله تعالى؛ رواه مسلم.
وأخرج ابن سعد عن محمد بن كعب: كان عطاء زينب إثني عشر ألفا لم تأخذه إلا عامل واحدا فجعلت تقول: اللهم لا بدركني هذا المال قابل فإنه فتنة. ثم قسمته فى أهل رحمها من أهل الحاجة فبلغ عمر فقال هذه امرأة يراد بها خير، فوقف عليها وأرسل بالسلام. وقال بلغنى ما فرقت فأرسل بألف درهم تستبقيها فسلكت بها ذلك المسلك.
وفي رواية أنها رفعت يديها إلى السماء فقالت اللهم لا يدركني عطاء عمر بعد عامي هذا فماتت. انظر المواهب وشرحها. وهي أول من غطى نعشها أي من الأزواج، فإن فاطمة أول من غطى نعشها، كما نص عليه ابن عبد البر. وقد ماتت قبل زينب رضي الله تعالى عنهما.
(وهند هي كم لها من فضل ... تزوجت من بعد موت البعل خير الورى ... )
الظاهر أن قوله هند مبتدأ وهي توكيد له بمراده وكم تكثيرية وهي مبتدأ وخبرها قوله لها: ومن فضل مميزكم ودخول من على مميزها كثير نحو: وكم من قرية، والجملة من كم وخبرها معترضة بين المبتدأ وهو هند وخبره وهو تزوجت، وفيها تقوية لما تضمنته الجملة من الاسناد لأن تزوجها للمصطفى صلى الله تعالى عليه وسلم لا فضل مثله ومعنى كلامه أن أم المؤمنين أم سلمة واسمها هند على الأصح وقيل رملة، تزوجت خير الورى أي العباد بعد موت زوجها وهو ابن عمها أبو سلمة واسمه عبد الله بن عبد الأسد فولدت له زينب وولدت له بعدها سلمة وعمر بضم العين الصحابيين ودرة. وهذا الترتيب فى المواهب وضعفه الزرقاني وقال ان الحافظ جزم فى الاصابة بأنها ولدت سلمة بالحبشة ثم قدما مكة وهاجرا إلى المدينة فولدت له عمر وزينب ودرة وهي هند بنت أبى أمية واسمه سهيل وقيل هشام وقيل حذافة ابن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم بن يقظة بالتحريك بن مرة بن كعب وكان