صلى الله تعالى عليه وسلم لم يختلف في عددهن، بل هن أربع بالإجماع، (و) لكن، (في الكبرى) منهن، (خلاف نقلا) عن أهل السير، وبين الراجح من الخلاف فقال (أصحه زينب) يعني أن الأصح من الخلاف أن كون زينب أكبر بناته صلى الله تعالى عليه وسلم. وعلى الناظم درك في حكايته للخلاف لكون زينب هى أكبر البنات لأنه على تقدير وجوده بمكن من الشذوذ وكلامه يؤذن بأنه صحيح لما تقتضيه صيغة التفضيل من المشاركة. قال المناوي في شرح العراقي ما نصه وهي أكبر بناته اتفاقا ولا عبرة بمن شذ، وفي المواهب أما زينب فهي أكبر بناته بلا خلاف إلا ما يصح وإنما الخلاف فيها وفى القاسم أيهما ولد أو لا انتهى بحروفه.
وقال الزرقاني أن أبا عمر بن البر قال ولا أعلم فيه خلافا.
( ... ثم اختلفوا .... فيها وفي القاسم فيما وصفوا)
يعني أن أهل السير اختلفوا في القاسم وزينب أيهما ولد أولا (فقال قوم هى) أى زينب (منه) أى من القاسم (أكبر) وصححه ابن الكلبي، وقدم الناظم المجرور على أفعل، وهي نزر مع الإخبار كقول الشاعر:
(فقالت لنا أهلا وسهلا وزودت .... جني النحل بل ما زودت منه أطيب)
(وقال قوم آخرون) من أهل السير منهم الزبير بن بكار في طائفة زينب (أصغر) من القاسم وفي المواهب أما القاسم فهو أول ولد ولد له عليه الصلاة والسلام. وفي الزرقاني عقب ما نصه على الأصح الذي جزم به الزبير بن بكار، وصاحب الإصابة، فقال هو بكره انتهى بحروفه. وعلى هذا فاللائق بالناظم تقديمه والله أعلم.
وحذف الناظم المفضول للعلم به وهو كثير في القرآن نحو ذلكم أفضل عند الله، (ورتب الثلاثة في الميلاد ... رأف ... ) قوله رتب مبتدأ وقوله رأف والرتب بضم الراء جمع رتبة بضمها وهى المنزلة يعني أن منازل البنات الثلاث البواقي بعد زينب في الولادة رمز إليها الناظم براء ثم ألف ثم فاء فكل حرف سابق لآخر فهو إشارة على أن البنت التي تقدم حرف من اسمها مولدها متقدم على مولد ما ذكر بعدها: