ورواه ابن بكر ومعن وأبو مصعب وغيرهم عن مالك وروى عنه الجمهور أنه ابن ربيعة وادعى الأصيلي أنه ابن ربيعة فنسبه مالك مرة إلى جده ورده عياض والقرطبي وغيرهما انتهي من الزرقاني. وقال المناوي والأصح أن اسمه لقيط.
(فلما ... أرسل خير مرسل ألما)
(به قريش في فراق زينبا ... فلم يجبهم للفراق بل أبى)
لما اسم شرط والعامل فيه قوله ألم وأرسل مبني للمفعول ونائبه خير وألم به أي بالنبي صلى الله تعالى عليه وسلم قريش نزلوا به أي أتوه يعنى أن أبا العاصي رضى الله تعالى عنه أتاه قريش حين بعث النبي صلي الله تعالى عليه وسلم يريدون منه أن يفارق زينب بنت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فامتنع من فراقها، (وأسلمت وهاجرت) أي أدركت الإسلام وأسلمت وهاجرت بعد بدر كما رواه ابن إسحاق. وعند ابن سعد بسند صحيح من مرسل الشعبي أنها هاجرت مع أبيها ويجمع بينهما بأن المعية مجازية ذكر ابن إسحاق وغيره أن أبا العاصر لما منّ عليه رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم حين أسر ببدر، وشرط عليه أن يبعث زينب إليه فوفى بذلك، كما في المناوي وأمرها باللحوق بأبيها، وذلك بعد بدر بشهر أو أكثر فتجهزت فحملها في هودج على بعير ساقه بها أخوه كنانة بن الربيع ومعه قوسه وكنانته فخرج رجال من قريش فأدركوها بذي طوى فسبق إليها هبار بن الأسود وأسلم بعد ذلك فراعها بالرمح فوقعت وكانت حاملا فأسقطت فقام كنانة ونثر كنانته وقال والله لا يدنو مني رجل إلا وضعت فيه سهما، فتكركر الناس عنه وجاء أبو سفيان في جلة قريش فقال كف عنا نبلك حتى نكلمك فقال قد عرفت مصيبتنا ونكبتنا من محمد فيظن الناس أنك إذا خرجت بها علانية أنه عن ذل من مصيبتنا، وما لنا بحبسها حاجة، لكن ارجع حتى إذا هدأت الأصوات وتحدث أن قد رددناها سر بها سرا وألحقها بأبيها. ففعل فأقامت ليال وخرج بها ليلا حتى أسلمها إلي زيد بن حارثة وصاحبها الأنصاري وكان عليه الصلاة