والسلام بعثهما وقال كونا ببطن يأجج حتى تمر بكما زينب فأصحباها حتى تأتياني بها، فقدما بها عليه انتهى نقله الزرقاني.
( .... وهاجرا ... من بعدها فردها خير الورى)
(إليه بالعقد الذي قد سبقا ... على الأصح لا بثان لحقا)
فاعل هاجر ضمير يرجع لأبي العاصي وخير بالرفع فاعل رد ومفعوله ضمير زينب والورى العباد ومعنى كلامه أن أبا العاصي هاجر بعد هجرة زينب فرد إليه النبي صلى الله تعالى عليه وسلم زوجته زينب بعقدها الأول لا بعقد جديد وذلك أنه عليه السلام بعث زيد بن حارثة في جمادى الأولى سنة ست في سبعين ومائة راكب إلي العيص بكسر المهملة يتعرض عيرا لقريش أقبلت من الشام فأخذوها وأسروا أناسا فيهم أبو العاصي فقدموا بهم فاستجار أبو العاصي بزينب فأجارته فقال صلى الله تعالى عليه وسلم قد أجرت من أجرت، وقال لها أكرمي مثواه ولا يخلصن إليك أي لا يطؤك فإنك لا تحلين له، ثم أنه رد عليه ماله بأسره فلم يفقد منه شيئاً ثم ذهب إلي مكة فأدى إلي كل ذي مال ماله وقال هل بقي لأحد منكم عندي مال؟ قالوا. لا قال فإني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله. ثم خرج وقدم المدينة وقد مر بأبسط من هذا في البعوث. وقوله على الأصح بهذا صدر في المواهب قيل ردها إليه بعد سنتين وقيل بعد ست سنين، وكونه ردها إليه بالعقد الأول رواية ابن عباس وفي حديث عمرو بن شعيب ردها بنكاح جديد سنة سبع قال السهيلي وهذا هو الذي عليه العمل وإن كان حديث ابن عباس أصح إسنادا لكنه لم يقل به أحد من الفقهاء فيما علمت لأن الإسلام فرق بينهما وجمع بين الحديثين بأن معنى حديث ابن عباس ردها له على مثل العقد الأول في الصداق والحباء فلم يحدث زيادة على ذلك من شرط ولا من غيره نقله الزرقاني. وحديث ابن عباس أخرجه أبو داوود والترمذي وقال الترمذي ليس بإسناده بأس ولكن لا يعرف وجهه، وحديث عمرو بن شعيب رواه الترمذي وابن ماجه نقله الزرقاني أيضا.