(فبايع بالرأي السديد محمداً ... وكان ابن أروى لا يصد عن الحق)
(وأنكحه المبعوث إحدى بناته ... فكان كبدر مازج الشمس في الأفق)
(فداؤك يا بن الهاشميين مهجتي ... فأنت أمين الله أرسلت في الخلق)
وهاجر عثمان برقية الهجرتين إلي الحبشة فولدت له هناك ابنا يسمى عبد الله وكان يكنى به وذكر ابن قدامة أن نفرا من الحبشة كانوا ينظرون إليها ويعجبون من جمالها فتأذت من ذلك فدعت عليهم فهلكوا جميعا. وعن الحافظ أبي نصل الدولابي بفتح الدال وضمها أن تزويجها به كان في الجاهلية ولكن ذكر أبو سعد وغيره ما يدل على أنه كان بعد إسلامه، أخرجه أبو سعد في الشرق عن عثمان قال كنت بفناء الكعبة فقيل أنكح محمد عتبة رقية ابنته فدخلنني حسرة أن لا أكون سبقت إليها فانصرفت إلي منزلي فوجدت خالتي فأخبرتني بأن الله تعالى أرسل محمدا وذكر حثها له على أتباعه قال وكان لي مجلس من الصديق فأصبته فيه وحده فسألني عن تفكري فأخبرته بما سمعت من خالتي فذكر حثه له على الإسلام قال فما كان بأسرع ممن أن مر صلى الله تعالى عليه وسلم ومعه علي يحمل له ثوبا فقام أبو بكر فساره فقعد صلى الله تعالى عليه وسلم ثم أقبل علي فقال أجب الله إلي جنته فإني رسول الله إليك وإلي جميع خلقه. فوالله ما تمالكت حين سمعته أن أسلمت ثم لم ألبث أن تزوجت رقية ذكره الزرقاني.
(أتت بنجل فقضى ... في عام ست بعد موت الأم)
(في سنة اثنين بغير وهم)
قوله أتت بحذف العاطف أي وأتت بنجل أي ولد ذكر وهو عبد الله الذي مر ذكره وقضى مات وفاعله ضمير يعود على نجل ومعنى كلامه أن رقية ولدت لعثمان ولدا بأرض الحبشة فقضى ذلك الولد أي مات في عام ست من الهجرة بعد موت أمه رقية وكانت ماتت في سنة اثنين من الهجرة والنبي صلى الله تعالى عليه وسلم ببدر حين وصل زيد بن حارثة للبشارة بقتل المشرك وهي ابنة عشرين سنة وكان خروجه عليه