السلام إلي بدر على رأس تسعة عشر شهرا من الهجرة وهي مريضة وخلف عليها صلى الله تعالى عليه وسلم عثمان وأسامة ولما قدم عليه الصلاة والسلام عزي بها فقال الحمد لله دفن البنات من المكرمات أي لآبائهن لأنهن عورة ولضعفهن بالأنوثة ولعدم استقلالهن قال بعض العلماء وهذا ورد مورد التسلية عن المصيبة وحاشاه أن يقوله كراهة للبنات كما تظنه الجهلة وهذا رواه الطبراني والبزار وابن عدي كلهم بسند ضعيف قاله الزرقاني. وقوله فقضى ذكر في الفتح أنه عاش ست سنين ومات على ما قال ابن سعد عام أربع من الهجرة قاله الزرقاني وهذا مخالف لقول الناظم في عام ست، والوهم الغلط والله تعالى أعلم:
(وأنكح الأخرى بغير مين ... ومن هنا لقب ذا النورين)
(ولم تلد له ... )
أنكح بضم الهمزة ونائبه ضمير عثمان والأخرى مفعوله الثاني وهي أم كلثوم والمين الكذب ولقب أي سمي بذلك اسما أشعر برفعة مسماه يعنى أن عثمان أنكحه المصطفي صلى الله تعالى عليه وسلم أم كلثوم ابنته في ربيع الأول بوحي من الله بعد وفاة رقية ولم تلد له أم كلثوم، قال في المواهب وكان تزوج عثمان بأم كلثوم سنة ثلاث من الهجرة وقال عليه السلام هذا جبريل أخبرني أن الله يأمرني أن أزوجكها وروي أنه صلى الله تعالى عليه وسلم قال له والذي نفسي بيده لو أن عندي مائة بنت يمتن واحدة بعد واحدة زوجتك أخرى. وروي عن أبي هريرة يرفعه أتاني جبريل فقال أن الله يأمرك أن تزوج عثمان أم كلثوم على مثل صداق رقية وعلي مثل صحبتها وفي هذه الأحاديث منقبة جليلة لعثمان وروي أن عمر عرض حفصة على عثمان فقال سأنظر ثم قال قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا فبلغ ذلك النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فقال يا عمر أدلك علي خير لك من عثمان وأدل عثمان على خير له منك، قال نعم يا نبي الله، قال تزوجني ابنتك وأزوج عثمان ابنتي. قال الزرقاني وبه استدل على فضل بناته على زوجاته هو انتهى.