وقوله من هنا إلخ ... الظاهر أنها إشارة للمكان المجازي أي ومن مكانته للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم حيث تزوج ابنتيه لقب ذا النورين وكان يدعى في السماء ذا النورين وقيل لقب به لأنه كان يختم القرءان في الوتر فالقرءان نور وقيام الليل نور قاله القسطلاني.
قال المهلب بن أبي صفرة لم يعلم أحد تزوج ابنتي نبي غيره نقله الزرقاني ونحو في التاج.
(وعام تسع) من الهجرة النبوية (توفيت) أم كلثوم (كما أتى في السمع) أي المسموع عن أهل السير أي المروي عنهم وكان موتها في شعبان كما قال ابن سعد وصلى عليها عليه الصلاة والسلام ونزل في قبرها علي وأسامة والفضل رضي الله تعالى عنها وعنهم، وجلس صلى الله تعالى عليه وسلم علي القبر وعيناه تذرفان بفتح الفوقية وكسر الراء المهملة أي يجري دمعهما وغسلتها أسماء بنت عميس الخثعمية زوج جعفر. ثم أبي بكر ثم علي وولدت لهم. وصفية بنت عبد المطلب وشهدت أم عطية غسلها (وبنت خير المرسلين) صلى الله تعالى عليه وسلم وعليهم أجمعين (الصغرى) فهي أصغر بناته صلى الله تعالى عليه وسلم على الأصح كما قال السهيلي. وقال أبو عمر هو الذي تركن إليه النفس وقال ابن الكلبي أصغر منها رقية، قاله الزرقاني. (أسما) أي أعلى من السمو وهو العلو، (نساء العالمين قدرا) أي منزلة وشرفا ورفعة ورتبة. أخرج ابن عبد البر أنه صلى الله تعالى عليه وسلم قال لفاطمة ألا ترضين أنك سيدة نساء العالمين؟ قالت يا أبت فأين مريم؟ قال تلك سيدة نساء عالم زمانها. واختار الزركشي والقطب الخيضري والسيوطي والمغريزي أنها أفضل من مريم وروى ابن عبد البر عن ابن عباس يرفعه سيدة نساء العالمين مريم ثم فاطمة ثم خديجة ثم آسية وجزم القرطبي بأن فاطمة تلي مريم في الفضل للاختلاف في نبوءتها ولظاهر الاستثناء في حديث ما يسرك أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم انتهى.