للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آخر عهده بها وإذا قدم أول ما يدخل عليها ثم يأتي أزواجه، وقال عليه السلام فاطمة بضعة منى بفتح الموحدة وحكى كسرها وضمها وسكون المعجمة أي قطعة لحم منى فمن أغضبها أغضبني رواه الشيخان واستدل به السهيلي على كفر من سبها ونظر فيه الحافظ والحديث خرج على سبب فلا مفهوم له فلا يرد أن أولاده كلهم بضعة منه أو لأنه حين قاله لم يكن بقي منهم أحد لأن سبب هذا الحديث أنه لما خطب علي بنت أبي جهل قالت فاطمة للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم زعم قومك أنك لا تغضب لبناتك وهذا علي ناكح بنت أبي جهل فقام صلى الله تعالى عليه وسلم فتشهد وقال إني أنكحت أبا العاصي فحدثني فصدقني ووعدني فوفى لي وإن فاطمة بضعة مني وإني أكره أن يسوءها والله لا تجتمع بنت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وبنت عدو الله عند رجل واحد فترك علي الخطبة، وهذه الواقعة أي خطبة علي ابنة أبي جهل كانت بعد فتح مكة، ولم يبق حينئذ من بناته صلى الله تعالى عليه وسلم غيرها وأصيبت بعد أمها بأخواتها فأدخل الغيرة عليها مما يزيدها حزنا انتهي.

قال الحافظ وفيه أنها أفضل بناته صلى الله تعالى عليه وسلم وروى الشيخان عن عائشة أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشية رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فقال مرحبا بابنتي ثم أجلسها عن يمينه ثم أسر إليها حديثا فبكت ثم أسر إليها حديثا فضحكت فقالت ما رأيت كاليوم أقرب فرحا من حزن؛ فسألتها عما قال فقالت ما كنت لأفشي على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم سره فلما قبض سألتها فأخبرتني أنه قال إن جبريل كان يعارضني في كل سنة مرة وأنه عارضني العام مرتين، وما أراه إلا قد حضر أجلى وإنك أول أهل بيتي لحوقا بي ونعم السلف أنا لك. فبكيت فقال ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين فضحكت وفي رواية أحمد أفضل نساء أهل الجنة. وروى النسائي والحاكم بسند جيد عن حذيفة هذا ملك من الملائكة استأذن ربه أن يسلم علي وبشرني أن حسنا وحسينا سيدا شباب أهل الجنة وأمها

<<  <  ج: ص:  >  >>