(التمر والسمن جميعا والأقط ... الحيس إلا انه لم يختلط)
لأنه أراد انه لم يختلط فيما حضره وإنما هو حيس بالقوت لوجود الأجزاء دون الخلط انتهى المراد منه.
وقوله فيما مر وقد ثبت في الصحيحين قصة الشارفين إلخ .. أشار بهذا إلى ما رواه البخاري وغيره ولفظ المراد منه في فرض الخمس بعد أن أسنده الى علي ان عليا قال كانت لى شارف من نصيبى من المغنم يوم بدر وكان النبي صلى الله تعالى عليه وسلم اعطاني شارفا من الخمس فلما أردت أن ابتنى بفاطمه بنت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم واعدت رجلا صواغا من بنى قينقاع أن يرتحل معى فناتي بإذخر أردت أن يبيعه الصواغين وأستعين به فى وليمة عرسى فبينما أنا أجمع لشارفى متاعا من الأقتاب والغرائر والحبال وشارفاي مناخان الى جنب حجرة رجل من الأنصار فرجعت حين جمعت ما جمعت فإذا شارفاي قد أجبت أسنمتهما وبقرت خواصرهما وأخذ من أكبادهما فلم أملك يمينى حين رأيت ذلك المنظر منهما فقلت من فعل هذا فقالوا فعل حمزة بن عبد المطلب وهو فى هذا البيت فى شرب من الأنصار فانطلقت حتى أدخل على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وعنده زيد بن حارثة فعرف النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فى وجهي الذي لقيت؟ فقال ما لقيت؟ فقلت ما رأيت كاليوم عدى حمزة على ناقتي فأجب اسلمتهما وبقر خواصرهما وها هو ذا في بيت معه شرب فدعا صلى الله تعالى عليه وسلم بردائه فارتدي ثم انطلق يمشى واتبعته أنا وزيد بن حارثة فطفق صلى الله تعالى عليه وسلم يلوم حمزة فإذا حمزة قد ثمل محمرة عيناه. ثم قال حمزة هل أنتم إلا عبيد لأبي فعرف رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم انه ثمل انتهى المراد منه.
قوله شارف: مسنة من النوق، والإذخر بكسر الهمزة وذكر قوله