قال بعض شروح المقنع: البروج عند المنجمين عبارة عن أجزاء قسم الفلك عليها بحسب سير الشمس وكثها في كل جزء منها شهرا فتقطع الفلك كله في إثنى عشر شهرا وقسموا الفلك لأجل ذلك على اثنى عشر جزءا وسميت تلك الأجزاء بروجا أولها الحمل إلى آخرها ثم لما كانت تقيم في كل برج ثلاثين يوما قسموا كل برج ثلاثين جزءا ثم قسموا تلك الأجزاء دقائق مفردها دقيقة والبروج عند العرب عبارة عن جماعة من النجوم على صورة حيوان أو صورة آلة في رؤية العين فسميت كل جماعة باسم تلك الصورة التى هي عليها والفرق بين قسمة العرب وقسمة المنجمين مع ان كلا منهما على اثنى عشر برجا ان قسمة العرب محسوسة مدركة بالرؤية غير متساوية وقسمة المنجمين معقولة غير محسوسة مدركة بالذهن مستوية فأخذ المنجمون تسمية العرب لأجزائهم المرئية ووضعوها على أجزائهم الذهنية. وأما المنازل فهي عند العرب ثمانية وعشرون وعند المنجمين عبارة عن ثمانية وعشرين جزءا مستوية قسم الفلك عليها قسمة متوهمة معقولة ومقدار كل منزلة ثلاث عشرة درجة تنقص سبع درجة فلذلك كانت الشمس تقيم في كل واحد ثلاثة عشر يوما إلا الجبهة فأربعة عشر فتقطعها جميعا في عام واحد اهـ. منه. وقوله ثم قسموا كل برج ثلاثين جزءا هي الدرجات والدرجات هي المقسومة إلى الدقائق وقال محمد بن سعيد في شرحه الكبير وكذلك تقسم البروج على الفصول الربعة فلكل فصل ثلاثة بروج فلفصل الربيع الحمل والثور والجوزاء والسرطان والسد والسنبلة لفصل الصيف والميزان والعقرب والقوس للخريف والجديي والدلو والحوت للشتاء وكل برج له منزلتان وثلث، فللحمل النطح والبطين وثلث الثؤيا وللثور ثلثا الثريا والدبران وثلثا الهقعة وللجوزاء ثلثا الهقعة والهنعة والذراعان إلى أن قال وللميزان غفرة