للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وزوبانيان وثلث اكليل والميزان أول بروج الخريف وللجدي سعد الذابح وبلع وثلث سعد السعود فالجدي أول بروج الشتاء فلو ولد عليه السلام في طالعه لكانت الولادة في الشتاء وحينئذ فلا تكون في إبريل لأنه من شهور الربيع لكنه ولد في الربيع فليست ولادته صلى الله عليه وسلم في طالع الجدي قاله كاتبه وفقه الله لما يرضاه وأحسن بمحض فضله عقباه.

(وكان المشتري* مع زحل في وسط السماء) مراده والله أعلم أن هذين الدريين وهما المشتري ويقال له البرجس والقاضي وزحل بوزن عمر معدول عن زاحل ويقال له الشيخ والكيوان والمقاتل كانا في وقت مجتمعين في وسط السماء (تقارنا) اصطحبا الظاهر انها حال مؤكدة (بالعقرب) أي برج العقرب أحد بروج الخريف (الغراء) أي الشهيرة ومحل زحل في الفلك السابع والمشتري في السادس والله أعلم.

وإذا كانت الشمس مع البطين في برج الحمل كانت العقرب في وسط السماء في الليل والله تعالى اعلم. والفلك مر قول العلماء فيه عند قول الناظم:

ما دار نجم في فلك

وأن الأفلاك هي السماوات السبع والكرسي والعرش وقال المنجمون حقيقة الفلك جسم لطيف مستدير الشكل كفلكة المغزل وبعضها على بعض كقشور البصلة ونحن في وسطها أقربها إلينا الذى في سماء الدنيا وهو أصغرها والثاني أكبر منه وكذا كل فلك أكبر من الذى تحته وأصغر من الذى فوقه وانظر يا أخي إلى عظيم قدرته حين جعلنا نرى الكواكب في السموات السبع وما فوقها مع بعد المسافة وغلظ الحجاب فإنما بين كل سماءين مسيرة خمسمائة عام وغلظ كل واحدة كذلك وقيل ان الفلك السابع والثامن بينهما مسيرة ألف عام ثم حجب عنا ما هو ادنى وأدنى من ذلك كالثوب يغطي الإنسان لا ندري ما تحته هل بياض أو سواد مع قرب المسافة ورقة الحجاب، إن ربك فعال لما يريد لا إله إلا هو اهـ من شرح المقنع لمؤلفه.

<<  <  ج: ص:  >  >>