وقال عليه السلام، خير أعمامي حمزة، وقال سيد الشهداء يوم القيامة حمزة بن عبد المطلب انتهي. وكان من السابقين. وصدر في الاستيعاب بأنه اسلم في السنة الثانية من المبعث وبه جزم في الإصابة وصدر به في المواهب وقيل في السادسة قبل إسلام عمر بثلاثة أيام وكان أعز فتى فى قريش وأشد شكيمة. وروي أن سبب إسلامه أن بعض نساء بنى هاشم أخبرته أن أبا جهل أذى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فأحد سلاحه وتعرض له حتى هم بقتله وقال له أتشتم ابن أخي وأنا على دينه، فكان سبب إسلامه الحمية. ولما اسلم كفت قريش بعض ما كانوا ينالون منه عليه السلام خوفا من حمزة فلازم نصر المصطفى عليه السلام، وهاجر معه وشهد بدرا، وقتل بها شيبة بن ربيعة مبارزة، وكانت له أول راية عقدها صلى الله تعالى عليه وسلم لأحد من المسلمين وروي أنه كان يقاتل بين يديه عليه السلام بسيفين ويقول أنا أسد الله وأسد رسوله، ويقال أنه قتل بأحد قبل أن يقتل أكثر من ثلاثين فإن صح فلا يعارضه أن قتلى أحد من الكفار ثلاثة وعشرون لأنه لا يلزم من معرفة أسماء المقتولين أن ذلك جميع القتلى. نقله الزرقاني.
وأما العباس فكان حسن الوجه جميلاً أبيض له ضفيرتان معتدلا في القامة، وقيل كان طوالا بضم الطاء أي طويلا، وروي أنه لما أسر يوم بدر أراد الأنصار أن يكسوه فلم يصلح عليه إلا قميص عبد الله بن أبي فكساه إياه، فلما مات ابن أبي ألبسه عليه السلام ثوبه. قال سفيان فظني أنه مكافأة للعباس أي لإلباسه فكأنه توفية حق دنيوي ثبت له فعلا يرد أنه كيف يفعل ذلك مع علمه بنفاقه ولعله أراد تخفيف عذاب غير الكفر جزاء لذلك ما دام عليه القميص، وكان العباس أسن منه عليه السلام بسنتين أو ثلاث وكان رأسا في قريش ذا رأي جوادا مطعما، إليه عمارة المسجد الحرام، فلا يدع أحدا يسب فيه ولا يقول هجرا وكانت قريش تعاقدت على ذلك وأسلموه إليه كما فى الشامية وكان إليه فى الجاهلية السقاية والعمارة، وكان مع النبي صلى الله تعالى عليه وسلم في العقبة الثالثة قبل إسلامه يعقد له البيعة على الأنصار وقال فيه