فرد عليه إبله فقلدها وأشعرها وهللها وجعلها هديا للبيت وبثها في الحرم فرجع عبد المطلب إلى قريش فأخبرهم الخبر وأمرهم بالخروج من مكة والتحرز في شعب الجبال والشعاب اهـ. ويروى ان حناطة لما نظر إلى وجه عبد المطلب خضع وتلجلج لسانه وخر مغشيا عليه فكان يخور كما يخور الثور عند الذبح فلما أفاق خر ساجدا لعبد المطلب وقال أشهد أنك سيد قريش حقا ثم أخبره بمراد ابرهة ويروى أن عبد المطلب لما حضر عند ابرهة أمر أنيسا بضم الهمزة وفتح النون وسكون المثناة سائس فيله الكبر الأبيض العظيم الذى كان لا يسجد للملك ابرهة كما كانت تسجد له الفيلة أن يحضره بين يديه ليرهب به شيبة الحمد فأحضره فلما نظر إلى وجه عبد المطلب برك كما يبرك البعير وخر ساجدا وأنطق الله تعالى الفيل وقال السلام على النور الذى في ظهرك يا عبد المطلب واستشكل كون النور في عبد المطلب على المشهور من أنه كان عليه السلام حملا في بطن أمه إذ ذاك وأجيب بأن الله تعالى أحدث نورا في عبد المطلب يحاكي النور الذى استقر في آمنة مع زيادة حتى صار في وجهه كالشمس وأطلع عليه الفيل فسجد إكراما له قاله الزرقاني ثم ان ابرهة لما بلغ المغمس برك الفيل فوجهوه راجعا إلى اليمن فقام يهرول ووجهوه إلى الشام ففعل مثل ذلك فوجهوه الي المشرق ففعل مثل ذلك ووجهوه الى مكة فبرك، وغي ذلك يقول أمية ابن أبي الصلت:
(إن ايات ربنا بينات ... ما يماري بهن إلا الكفور)
(برك الفيل بالغمس حتى ... ظل يحبو كأنه معقور)
ويروى أنه لما برك ضربوه في رأسه ضربا شديدا ليقوم فأبي ونحوه قول ابن اسحاق فضربوا رأسه بالطبرزين ليقوم فأبي فأدخلوا محاجنهم في مراقه فبزغوه بها ليقوم فأبي. والطبرزين بفتح الطاء المهملة والباء الموحدة وسكونها آلة عوجاء من حديد والمحاجن جمع محجن عصى معوجة وقد يكون في طرفها حديد والمراق أسفل البطن وبزغوه بفتح الموحدة وزاي مشددة فغين معجمتين شرطوه بحديد