فأما بحيرة طبرية فباقية إلى اليوم وأجيب بأن غيض كليهما ثابت في الأحاديث فمن أثبت غيض بحيرة طبرية أراد أنها نقصت نقصا لا ينقص مثله في زمان طويل وأن ماءها غار ثم عاد لما فيها من العيون النابعة التى تمدها الأمطار اهـ من الزرقاني.
وذكر في الشفا أن بحيرة طبرية غاضت. قال شارحه ابن سلطان وطبرية بفتحتين مدينة معروفة بناحية الأردن ذات حصن بينها وبين بيت المقدس نحو مرحلتين والبحيرة مصغرة مع أنها عظيمة وغيضها نقصها، هذا والمعروف ان الغائضة هي بحيرة ساوة من قرى بلاد فارس اهـ.
(والنيران* قد خمدت) كنصر وسمع يعنى أنه من عجائب ولادته صلى الله عليه وسلم خمود نار فارس التى كانوا يعبدونها فإنها خمدت أي انطفأت تلك الليلة وكان لها ألف عام لم تخمد فكأنها طفئت بماء بحيرة ساوة قاله ابن سلطان وقال البوصيري:
(وعيون للفرس غارت فهل ... كان لنيرانهم بهاء إطفاء)
وروى الببهقي وأبو نعيم والخرائطي وابن عساكر وابن جرير كلهم من حديث مخزوم بن هانئ عن أبيه وأتت عليه مائة وخمسون سنة قال لما كانت الليلة التى ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتجس إيوان كسرى وسقطت منه أربع عشرة شرفة وخمدت نار فارس ولم تخمد قبل ذلك بألف عام وغاضت بحيرة ساوة ورأي المويذان فذكر الحديث بطوله قاله الزرقاني ورؤيا الموبذان التى أشار إليها تأتي قريبا إن شاء الله (وانصدع الإيوان) أي انشق وسقطت شرفاته والإيوان بالكسر وأصله بواوين فاعل كديوان ويقال بوزن كتاب وهو الصفة العظيمة يعنى إيوان كسرى بكسر أوله ويفتح لقب ملوك الفرس كقيصر لملوك الروم وتبع لملوك اليمن والنجاشي لملوك الحبشة قاله ابن سلطان وفي القاموس الإيوان بالكسر الصفة العظيمة كالأزج كالإوان ككتاب اهـ. يعنى انه من عجائب ولادته صلى الله عليه وسلم ارتجاس إيوان كسرى وسقوط شرفاته ليلة ولادته والارتجاس الصوت الشديد