وقوله فاستمع بيان تتميم والبيان الإظهار والإفصاح أي ومن كتابه صلى الله تعالى عليه وسلم حنظلة بن الربيع بن صيفي بفتح المهملة وسكون التحتية ابن الحارث التميمي كتب له عليه السلام وأرسله إلى أهل الطائف وهو ابن أخي أكثم بالمثلثة ابن صيفي وكان يقال له حنظلة الكاتب ومات فى خلافة معاوية ويقال ورثته الجن وفيه تقول امرأة:
(إن سواد العين أودى به ... حزني على حنظلة الكاتب)
وقول المواهب وحنظلة ابن الربيع الأسيدي أي بضم الهمزة مصغر نسبة إلى جده الأعلى أسيد بن عمر أو بن تميم وأسيد تثقل ياؤه وتخفف، قاله الزرقاني، وقال في قول المواهب هنا الذي غسلته الملائكة انتهى كذا في النسخ وهو غلط فاضح، فإن هذا تميمي وغسيل الملائكة أوسي وهو حنظلة ابن أبي عامر، واسمه عمرو بن صيفي بن زيد الأوسي عرف أبوه في الجاهلية بالراهب وسماه المصطفى بالفاسق، ولعله كان في الأصل غير الذي غسلته الملائكة فسقط لفظ غير، انتهى كلامه.
(ثم ابن مسعود أخو الوداد)، الوداد بالتثليث المحبة، أي من الكتاب عبد الله بن مسعود الهذلي صاحب المودة للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم ولأمته. ففي الحديث رضيت لأمتي ما رضي لها ابن أم عبد، يعين ابن مسعود، ولم يذكره فى المواهب حين تعرض للكاتب ولا العراقي ولا ابن سيد الناس والله أعلم. وأبوه مسعود وهو ابن غافل بن حبيب ابن شمخ من بنى هذيل بن مدركة بن إلياس، مات مسعود في الجاهلية وأسلمت أم عبد الله وصحبت وكانت تكنى أم عبد وروى الحاكم أن حذيفة قال لقد علم المحفوظون من أصحاب محمد صلى الله تعالى عليه وسلم أن أم عبد من أقربهم إلى الله وسيلة يوم القيامة، وكان عبد الله هذا من علماء الصحابة، وممن هاجر الهجرتين وشهد بدرا، وروى ابن حبان أنه كان سادس ستة في الإسلام ومات في خلافة عثمان سنة اثنين وثلاثين وقد جاوز الستين قاله فى فتح الباري.