لسبحها بيديها في جريها انتهى. قال جامعه سمح الله له وقد نظمت ما اطلعت عليه من خيله عليه السلام مما لم يذكره الناظم فقلت:
(ضريس بحر سبحة مندوب)
يعني أن هذه الأربعة من خيله عليه السلام على خلاف فيما عدا سبحة وهي الضريس بفتح الضاد المعجمة وكسر الراء المهملة فتحتية ساكنة، فسين مهملة كما مر والبحر، وكان كميتا اشتراه من ناس قدموا من اليمن فسبق عليه مرات، فجثى (صلى الله تعالى عليه وسلم) على ركبتيه ومسح وجهه، أي وجه الفرس، وقال ما أنت إلا بحر، فسمى بحرا لسرعة جريه، شبه بالبحر الذي لا ينقطع ماؤه، وكان سرجه دفتان من ليف، وروي الشيخان عن أنس كان فزع بالمدينة فاستعار عليه السلام فرسا لأبي طلحة يقال له المندوب فركبه ثم خرج يركض وحده فركب الناس يركضون خلفه فلما رجع، قال ما رأينا من شيء وإن وجدناه لبحرا، وهذا الحديث ورد بألفاظ، وهذا الفرس لأبي طلحة واسمه المندوب، وما قبله اشتراه هو عليه السلام من تجار من أهل اليمن واسمه البحر نقله الزرقاني. وأما سبحة فبفتح السين المهملة وسكون الموحدة فحاء مهملة فتاء تأنيث وهي مما تفق عليه وهي من قولهم فرس سابح إذا كان حسن مد اليدين في الجري وأما المندوب فهو من ندبه فانتدب أي دعاه فأجاب. قال ابن سيد الناس وقال ابن الأثير أي المطلوب سمي بذلك من الندب وهو الرهن عند السباق، وقيل لندب كان في جسمه وهو أثر الجرح وقال عياض يحتمل أنه لقب أو اسم بغير معنى كسائر الأسماء، قاله الزرقاني.
(مراوح شحا أبلق نجيب)
يعني أن هذه الأربعة من خيله عليه السلام فأما المراوح فهو بكسر