لم يذكر الناظم من البغال إلا ثلاثة مع قوله كلها، وفي العيون بعد ذكر هذه الثلاثة المتقدمة وبعث صاحب دومة الجندل إلى رسول الله (صلى الله تعالى عليه وسلم) بغلة وقيل أهدى له كسرى بغلة ولا يثبت وعن ابن عباس أهدى النجاشي إلى رسول الله (صلى الله تعالى عليه وسلم) بغلة فكان يركبها فهذه ست انتهى منه. وللعراقي:
(بغاله خمسة أو فستة ... دلدل مع فضة والإيلية)
(وبغلة أهدى له الأكيدر ... وجاء من كسرى وفيه نظر)
(وبغلة أهدى له النجاشي ... وهو بأخلاق النبي الفاشي)
قوله بغلة مفعول مقدم والأكيدر بالتصغير صاحب دومة الجندل، وهو ابن عبد الملك النصراني واختلف في إسلامه والأصح أنه لم يسلم وإن خالدا قتله على نصرانيته وأهدى له عليه السلام مع البلغة جبة سندس جعل أصحابه يعجبون منها فقال لمناديل بن معاذ في الجنة أحسن من هذا، وقوله جاء من كسرى أي وجاء أنه أتاه من كسرى بغلة هدية، رواه الثعالبي في تفسيره عن ابن عباس، فركبها بحبل من شعر وأردفه خلفه وأخرجه الحاكم في مستدركه. قال الحافظ الدمياطي وفيه نظر لأنه مزق كتابه كما مر وفي إسناد الثعالبي عبد الله القداح ضعيف وأجيب باحتمال أن الذي أهداها له شيرويه ولده أو ابن عمه كسرى بن قباذ أو ازدشير بن شيرويه فإن هؤلاء كلهم ملكوا بعد قتل أبرويز على أنه لا يلزم من تمزيق الكتاب أن لا يهدي له انتهى ملخصا من المناوي والزرقاني. وقوله وبغلة مفعول مقدم أيضا والنجاشي ملك الحبشة وقوله وهو بأخلاق النبي الفاشي أي وهو أي ما ذكر من أن النجاشي أهدى له بغلة