الضمير المجرور بمن للأسياف، وماثور الأولى السيف فهو يدل من قوله سيفه، ومأثور الثانية خبر عن قوله أرثه، والمجرور قبله يتعلق به، ومعنى ماثور الثانية منقول عن العلماء فلا إيطاء فيه. ومعنى البيت أنه من أسيافه عليه الصلاة والسلام سيف اسمه مأثور بهمزة ساكنة ومثلثة. قال في المواهب وهو أول سيف ملكه عليه الصلاة والسلام وهو الذي يقال أنه قدم به المدينة في الهجرة، انتهى. قال الزرقاني ورثه من أبيه انتهى. وقال اليعمري كان له عليه السلام سيف يقال له ماثور ورثه من أبيه، وقدم به المدينة انتهى، وقال المناوي في شرح العراقية بضم المثلثة وهو أول سيف ملكه وقيل ورثه من أبيه قال الدمياطي وهو الذي يقال أنه عمل أهل الجنة انتهى. وبذكر المأثور صدر اليعمري والقسطلاني في ذكر الأسياف، وثاني البيتين هو:
(والبعض للصمصام واللحيف ... قد زاد في عدة ذي السيوف)
يعني أن بعض العلماء زاد في أسيافه عليه السلام على الأسياف التسعة المتقدمة سيفين وهما الصمصامة سيف عمرو بن معدي كرب، وكان مشهورا ذكره اليعمري وغيره، قال المناوي وزاد بعضهم في أسيافه الصمصامة كانت لعمرو بن معدي كرب الزبيدي فوهبها لخالد بن سعيد حين استعمله على اليمن وكانت مشهورة عند العرب، واللحيف سيف مشهور فهذه أحد عشر سيفا انتهى كلامه. وقال العلامة محمد بن عبد الباقي وزاد اليعمري وغيره الصمصامة ويقال له الصمصام بفتح المهملة وإسكان الميم فيهما السيف الصارم الذي لا ينثني كان سيف عمرو بن معدي كرب، وكان مشهورا فوهبه (صلى الله تعالى عليه وسلم) لخالد بن سعيد بن العاصي واللحيف سيف مشهور فهذه أحد عشر أو عشرة إن حذف منها القضيب انتهى.