الملابس معروفة وقيل ثوبان بينهما حشو قد تقال لما لا حشو له إذ كانت ظهارته من صوف والرومية نسبة للروم، وفي أكثر الروايات شامية نسبة للشام، ولا تناقض لأن الشام يومئذ كانت مساكن الروم، وقوله ضيقة الكمين أى بحيث إذا أراد إخراج يديه لغسلهما تعسر فيعدل إلى إخراجهما من ذيلها ويؤخذ منه كما قال العلماء أن ضيق الكمين مستحب في السفر لا في الحضر وإلا فأكمام الصحابة كانت واسعة. وعلم من كلامهم في هذا الباب أنه صلى الله تعالى عليه وسلم، أثر رثاثة الملبس فكان أكثر لبسه الخشن من الثياب وكان يلبس الصوف ولم يقتصر من اللباس على صنف بعينه وكان يلبس الرفيع أحيانا، فقد هديت له حلة اشتريت بثلاثة وثلاثين بعيرا، أو ناقة، فلبسها مرة، وأما السراويل فقد وجدت في تركته عليه السلام لكن لم يلبسها، على الراجح، وأول من لبسها الخليل عليه السلام، حين كلمه ربه كساء من صوف وقلنسوة من صوف وجبة من صوف وسراويل من صوف وكانت نعلاه من جلد حمار ميت. انتهى المراد من كلامه.
وقال القسطلاني في المواهب، وعن أسماء بنت أبي بكر أنها أخرجت جبة طيالسه كسروانية لها لبنة ديباج وفرجاها مكفوفان بالديباج وقالت هذه جبة رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، يلبسها فنحن نغسلها للمرض نستشفي بها رواه مسلم، وقولة جبة طيالسه بإضافة جبة إلى طيالسه، وكسروانية بكسر الكاف وفتحها والسين ساكنة والراء مفتوحة نسبة غلى كسري ملك الفرس، ولبنة بكسر اللام وإسكان الباء رقعة في جيب القميص وفيه جواز لبس ما له فرجان وأنه لا كراهية فيه، وأن المراد بالنهي عن الحرير المتمحض منه وأنه ليس المراد تحريم كل جزء منه بخلاف الخمر والذهب فإنه يحرم كل جزء منهما قاله النووي اهـ كلاهما بحروفه. وقوله طيالسه نوع من الثياب لها علم وقوله مكفوفان الخ .. أى عمل على جيبها وكميها وفرجها