لتقارب مخارج هذه الأحرف، وكلها راجعة إلى حكاية صوته إذ جعل السواك على طرف لسانه الداخلي كما عند أحمد يستن إلى فوق ولذا قال كأنه يتهوع والتهوع التقيئ أى له صوت كصوت المتهوع على سبيل المبالغة، ويستفاد منه مشروعية السواك، على اللسان طولا أما الأسنان فالأحب فيها أن يكون عرضا وفيه حديث مرسل عند أبي داوود وله شاهد موصول عند العقيلي في الضعفاء، وفيه إن السواك من باب التطييب لا من باب إزالة القاذورات لأنه صلى الله تعالى عليه وسلم لم يختف به وبوبوا عليه باستياك الإمام بحضرة رعيته، ويشوص بضم المعجمة وسكون الواو بعدها مهملة والشوص بالفتح الغسل والتنقية كذا في الحكم الخطابي هو دلك الأسنان بالسواك أو بالأصابع قاله الحافظ في فتح الباري، وروي مسلم وأبو داوود والنسائي عن عائشة أنه صلى الله تعالى عليه وسلم، كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك قاله في المواهب، وفي الزرقاني عقبه ما نصه لأجل السلام على أهله إذ السلام اسم شريف وليطيب فمه الطيب لتقبيل أهله زيادة في حسن العشرة وتعليم الأمة لا لتغيير فمه كما زعم لأنه صلى الله تعالى عليه وسلم المنزه المبرء عن أن يلحقه شئ من ذلك انتهى المراد منه.
(ثم فراش أدم قد حشيا بالليف)
الفراش بكسر الفاء بمعني المفروش وجمعه فرش ككتاب وكتب، ويقال له أيضا فرش من باب التسمية بالمصدر، قاله البيجوري والزرقاني، ومعنى كلامه أنه عليه السلام كان له فراش من أدم بفتحتين أى مصنوعا منه وحشو ذلك الفراش ليف بكسر اللام أى ليف النخل، وفى الشمائل للترمذي عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت:"إنما كان فراش رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم الذي ينام عليه من أدم، حشوه ليف" وفي رواية حشوه من ليف، انتهى.
قوله الذي ينام عليه أى في بيتها كما يدل عليه الخبر الآتي واحترزت بالذي ينام عليه من الذي يجلس عليه، وقوله من ادم بفتحتين جمع أديم