وهو الجلد المدبوغ أو الأحمر، أو مطلق الجلد، وقوله حشوه ليف أى حشوه من ليف النحل، كما هو الغالب عندهم، ويؤخذ منه أن النوم على الفراش المحشو لا ينافي الزهد، نعم لا ينبغي المبالغة في حشوه لأنه سبب لكثرة النوم، كما يعلم من الخبر الآتي، قاله البيجوري.
وقال جسوس من أدم بفتحتين جمع أديم وهو الجلد المدبوغ أو الأحمر أو مطلق الجلد وضمير حشوه للفراش والليف هو الذي يخرج في أصول سعف النخل لأول خروجها تحشي به الوسائد والفرش ويفتل منه الحبال، انتهى المراد منه.
وذكر في المواهب هذا الحديث ونسبه للشيخين. قال الزرقاني بعد قولها: الذي ينام عليه، قيد به لأن الفراش قد يكون للجالس، والمراد عندها في غالب أحواله في بنافي أنه نام على قطيفة، ولا ما رواه الترمذي عن حفصة كان فراشه مسحا وأدما بفتحتين جمع أدمة أو أديم وحشوه بالفتح انتهى المراد منه.
وفي المناوي فراشه من أدم أى بفتحتين جمع أدمة أو أديم، قال مؤلفه عفا الله تعالى عنه اقتصر هؤلاء السادة على أن الأدم بفتحتين لكونه هو الرواية والله تعالى أعلم، وفى القاموس أنه بضمتين جمع أديم وبالتحريك اسم للجمع انتهى.
وفي الشمائل أيضا عن جعفر الصادق عن أبيه محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين قال، أى محمد، سألت عائشة ما كان فراش رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم في بيتك؟ قالت من أدم حشوه من ليف. وسألت حفصة ما كان فراش رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم في بيتك؟ قالت مسحا يثنيه ثنيتين فينام عليه.
فلما كان ذات ليلة قلت لو ثنيته أربع ثنيات لكان أوطأ له فثنيناه له بأربع ثنيات، فلما أصبح قال ما فرشتمونى الليلة؟ قالت قلنا هو فراشك إلا أننا ثنيناه بأربع ثنيات، قلنا هو أوطأ لك. قال ردوه لحالته الأولي فإنه منعتي وطأته صلاتي الليلة.
قوله مسحا بكسر الميم وسكون السين قال ابن حجر ثوب خشن من