من فضة فكان يختم به ولا يلبسه وفيه عن أنس لما أراد صلى الله تعالى عليه وسلم أن يكتب إلى العجم، قيل له أن العجم لا يقبلون إلا كتابا عليه خاتم، فاصنع خاتما، انتهى.
وفى الزرقاني وكان اتخاذه سنة سبع كما جزم بن ابن سيد الناس، وجزم غيره بأنه في السادسة، وجمع الحافظ بأنه كان في أواخر السادسة، وأول السابعة لأنه إنما اتخذه لما أراد المكاتبة للملوك في مدة الهدنة مع قريش، وكانت في ذي القعدة سنة ست ورجع إلى المدينة في ذي الحجة ووجه رسله للملوك في المحرم فاتخذه قبل توجيه الرسل وكان صانع الخاتم يعلي ابن منيه بضم الميم وسكون النون وفتح التحتية وهو اسم أمه واسم أمه أبيه. روي الدارقطني عنه قال أنا صنعت للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم خاتما لم يشركني فيه أحد، نقش فيه محمد رسول الله انتهى.
وللحافظ العراقي:
(خاتمه من فضة وفصه ... منه ونقشه عليه نصه)
(محمد سطر رسول سطر ... الله سطر ليس فيه كبر)
(وفصه لباطن يختم به ... وقال لا ينقش عليه يشتبه)
(يلبسه كما روى البخاري ... في خنصر يمين أو يسار)
(كلاهما في مسلم ويجمع ... بأن ذا في حالتين يقع)
(خاتمين كل واحد بيد ... كما بفص حبشي قد ورد)
والفص بتثليث أوله وهو هنا ما ينقش فيه اسم صاحبه ومن في قوله منه تبعيضية والضمير للخاتم أى فصه بعضه، روي أبو داوود عن أنس: كان خاتم النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فضة كله وفصه منه ولا ينافيه ما في مسلم عن أنس أيضا أنه كان من ورق وكان فصه حبشيا لأن المراد أن صائغه حبشي أو مصنوع كصنع الحبشة أو إن له خاتمين أحدهما فصه حبشي والأخر فصه منه، كما سيذكره الناظم، ونقشه بفتح النون وسكون القاف وضم الشين، ونص الشئ ذكره، على الهيئة التي ورد عليها أى وهيأته التي كان منقوشا عليها ما ورد أنه كان فيه ثلاثة