وكان يلبسها غالب حاله صلى الله تعالى عليه وسلم وربما مشي حافيا بلا نعل تواضعا لله وطلبا للثواب، لا سيما في عيادة المريض، قال الحافظ العراقي:
(يمشي بلا خف ولا نعل إلي ... عيادة المريض حوله الملا)
وكانت نعله صلى الله تعالى عليه وسلم مخصرة معقبة ملسنة كما رواه ابن سعد والمخصرة هى التي لها خصر دقيق، والمعقبة هى التي لها عقب اى سير من جلد في مؤخر النعل يمسك به عقب القدم والملسنة هي التي في مقدمها طول على هيئة اللسان لن سبابة رجله صلى الله تعالى عليه وسلم كانت أطول أصابعه فكان في مقدم النعل بعض طول يناسب طول تلك الأصبع انتهى من البيجوري.
وروي الترمذي عن ابن عباس قال كان لنعل رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قبالان مثني شراكهما أى لكل منهما قبالان تثنية قبال بكسر القاف وبالموحدة زاما بين الأصبع الوسطي والتي تليها ويسمي شسعا بكسر المعجمة وسكونا لسين المهملة، وكان عليه السلام يضع أحد القبالين بين الإبهام والتي تليها والأخرى بين الوسطي والتي تليها. وقوله مثني بضم الميم وفتح المثلثة وشد النون المفتوحة أو بفتح الميم وسكون المثلثة وكسر النون وشد الياء روايتان أى كان شراك نعله مجعولا اثنين من السيور انظر البيجوري. والشراك بكسر السين المعجمة أحد سيور النعل التي تكون على وجهها قاله جسوس. وفيه قبل هذا إن الشراك هو الذي يكون على ظهر القدم يربط فيه أى القبال انتهى. وذكر المناوي عن الحريري وغيره أن المصطفي كان يضع أحد الزمامين بين الإبهام والتي تليها والأخر بين الوسطي والتي تليها ويجمعهما إلى السير الذي بظهر قدميه وهو الشراك انتهى كلامه.