(يا ليت حر الوجه مني كانا ... لوطإ نعل المصطفى مكان)
ولله در أبي اليمن بن عساكر حيث يقول:
(يا منشداً في رسم ريع خال ... ومناشداً لدوارس الأطلال)
(دع ندب آثار وذكر مآثر ... لأحبة بأنوا وعصر خال)
(والثم ثرى الأثر الأثير فحبذا ... إن فزت منه بلثم ذا التمثال)
(أثر له بقلوبنا أثر لها ... شغل الحلي بحب ذات الخال)
(قبل لك الإقبال نعلي أخمص ... حل الهلال بها محل قبال)
(ألصق بها قلباً يقلبه الهوى ... وجلا على الأوصاب والأوجال)
(صابح بها خدا وعفر وجنة ... في تربها وجداً وفرط تخال)
(سبيل حر جوى ثوى بجوانح ... في الحب ما جنحت إلى الإبلال)
(يا شبه نعل المصطفى نفسي الفدى ... لمحلك الأسمى الشريف العالي)
(هملت لمرءاك العيون وقد نئا ... مرقى العيون بغير ما امهال)
(وتذكرت عهد العقيق فناثرت ... ششوقاً عقيق المدمع الهطال)
(وصبت فواصلت الحنين إلى الذي ... مازال بالي منه في بلبال)
(أذكرتني قدماً لها قدم العلي ... والجود والمعروف والإفضال)
(ولها المفاخر والمآثر في الدنا ... والدين في الأقوال والأفعال)
(لو أن خدي يحتذى نعلاً لها ... لبلغت من نيل المنى آمال)
(أو أن جفاني لوطإ نعالها ... أرض سمت عزا بذا الاذلال)
قوله يا منشداً أي للشعر، فمفعوله محذوف، والمناشد المخاطب، والطلل ما شخص من الآثار، نزل الأطلال منزلة العقلاء وأثبت لهم المناشدة، وقوله ذع ذكر آثار أي اترك ذكر محاسن، والمآثر جمع مأثرة بفتح الثاء وضمها وهي المكرمة، وفي المصباح هي كالأثرة المكرمة، المتورثة، وخال أي ماض، وخاص الأولى أي خال من أهله، واللثم التقبيل، لثم كضرب وسمع، كما في القاموس، أي ألثم التراب الذي حصلت له النداوة من أثر النعل الكريمة إن أمكن ذلك وإلا فقبل مثالها فحبذا اللثم إن ظفرت بلثم ذا التماثل، وقوله أثر خبر مبتدأ محذوف أي هذا التمثال أثر، من