للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نبياً عن قومه. قال تعالى {فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان}، قال الوالد حفظه الله تعالى في الريان الأعناق جمع عنق وهي الرقبة والخطاب قيل للملائكة فيكون متصلاً بما قبله وقيل للمؤمنين فيكون منقطعاً عما قبله، قال ابن الأنباري ما كانت الملائكة تعرف تقاتل بني آدم فعلمهم الله ذلك وفوق قيل صلة أي اضربوا الأعناق وقيل على حقيقتها وأراد الرؤوس لأنها فوق الأعناق، وقيل أراد المفصل بين الرأس والعنق لأنه مذبح وكل بنان يعني كل مفصل وقيل هي أطراف أصابع اليدين، قال البغوي قال عطية يعني كل مفصل وقال ابن عباس وابن جريج والضحاك يعني الأطراف جمع بنانة، قال ابن جزي البنان قيل المفاصل وقيل الأصابع وهو أشهر في اللغة، وفائدة ذلك أن المقاتل إذا ضربت أصابعه تعطل عن القتال فأمكن أسره. وقيل أنه تعالى أمرهم بضرب أعلى الجسد وأشرفه وهو الرأس وبضرب البنان وهو أضعف الأعضاء فيدخل في ذلك كل عضو في الجسد. (لله ما حواه) القرآن العظيم أي جمعه (من عجائب) تبيين لما أي من الأمور التي يتعجب منها، (جلت) أي عظمت (عن الحصر) بالعد، (ومن غرائب) قريب مما قبله كإخباره عن الأمم السالفة كأمة نوح وعاد وثمود وقوم لوط وغيرهم فإن معرفة ذلك لا تكاد تحصل للأفراد، من علماء أهل الكتب فضلاً عمن كان أمياً لم يتعاط كتاباً قط ولم يعان دراسة من قوم ليس لهم كتاب ولم يبعث فيهم نبي بعد إبراهيم وإسماعيل وكإخباره عن المغيبات الآتية فبعضها شوهد فيما مضى كقوله تعالى {لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين} (الآية) {وعدكم الله مغانم كثيرة} (الآية) وقوله تعالى {وهم من بعد غلبهم سيغلبون} أي الروم من بعد غلبة الفرس لهم سيغلبون الفرس وسبب نزولها أن الفرس لما غلبوا الروم فورد مكة خبرهم فرح المشركون وقالوا للمسلمين نحن وفارس أميون لا كتاب لنا وقد ظهر إخواننا على إخوانكم ولنظهرن عليكم، ونزلت الآية إلى قوله {في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله} إلى قوله: {غافلون}. فقال أبو

<<  <  ج: ص:  >  >>