ويخرجون منها وتصير دار إسلام إلى آخر الأبد، فبقيت في أيديهم إلى أن أخذها السلطان صلاح الدين منهم، سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة وكانت مدة بقائه بأيد الروم إحدى وتسعين سنة، ووجه أخذه لذلك أن الباء اثنان والضاد تسعون والعين سبعون والسين ثلاثمائة والنون خمسون والياء عشر والنون خمسون والياء عشر والنون خمسون ومجموع ذلك اثنان وسبعون وخمسمائة فأخذ هو هذا العدد وأضاف إليه معنى البضع وجعله عشرة احتياطاً أو زاد المجرورة بفي فصار مجموعه اثنين وثمانون وخمسمائة وهي غاية غلبهم عليه فأخذ ولله الحمد سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة ومات هو رضي الله تعالى عنه قبل أخذه من الروم بدهر، وهو قد مات في أيام المقتفي وكانت وفاة المقتفي سنة خمس وخمسين وخمسمائة فشوهد ما أخبر به ابن برجان بعد موته بدهر، على وفق ما أخبر به انتهى، نقله ابن الأعمش عن السيوطي وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنه: جميع العلم في القرآن لكن، تقاصر عنه إفهام الرجال، وسئل بعض الحكماء، من بعض العلماء ما في كتاب الله تعالى من علم الطب؟ فقال كله في نصف آية هي قوله تعالى كلوا واشربوا ولا تسرفوا فقال صدقت نقله ابن سلطان على القاري (لو لم يجئ) رسول الله، صلى الله تعالى عليه وسلم، (بآية) أي معجزة تدل على صدقه، صلى الله تعالى عليه وسلم، (سواه) أي غيره والضمير عائد على القرآن وجواب لو كفاه إلا أنني اعترضت بينهما جملة "صلى عليه ربنا" أي مالكنا نحن جميع الحوادث، (كفاه) عما عداه من المعجزات وقد ذكروا أن في القرآن نحواً من سبعة وسبعين ألف كلمة ونيف وقيل غير ذلك وعدد إنا أعطيناك عشر كلمات وقد تحدى بأقصر سورة وإذا قسم القرآن على نسبة إنا اعطيناك كان أزيد من سبعة آلاف جزء كل واحد منها معجز بنفسه بوجهين: بلاغته اي ما فيه من مراعاة الوجوه التي يطابق بها اللفظ، مقتضى الحال فهي من جهة المعنى والثاني نظمه أي كونه أعلى نسق لا يشبهه غيره من الكلام نظماً وسجعاً ونثراً وتناسب كلماته وإيتاء كل كلمة منه لا يستحقه وتنزيلها في محل لا يليق به غيرها ابن عطية