الذي عليه الجمهور في وجه إعجازه أنه بنظمه وصحة معانيه وذلك أن الله تعالى قد أحاط بكل شيء علماً وأحاط بالكلام كله، فإذا كرتبت اللفظة من القرآن علم بإحاطته أي لفظه تصلح أن تلي الأولى وتبين المعنى بعد المعنى ثم كذلك، والبشر يعتريهم الجهل والنسيان، انتهى المراد من الزرقاني. وبيان القسمة المتقدمة أن سبعين ألفاً إذا قسمت على عشرة خرج لكل واحد منها سبعة آلاف فإذا قسمت السبعة آلاف خرج لكل واحد منها لسبعمائة فيصير الحاصل أن كل جزء سبعة آلاف وسبعمائة والنيف يختلف الخارج بحسب الخلاف في عدده انتهى ومنه أيضاً: وفي المواهب بعد كلام وإنما المعجز ربط المعاني بصور الكلم القائم من نظم الحروف (لكنه) صلى الله تعالى عليه وسلم أتى من عند الله تعالى تصديقاً (بما أعيا البشر) البشر محركة الإنسان وهو مفعول أعيى أي أتعبهم إحصاءه وفاتهم عدة (من معجزات بينات) المجرور مبين لما يعني أنه، صلى الله تعالى عليه وسلم، جاء من المعجزات أي الخوارق الدالة على صدقه الظاهرة لكل أحد بما بلغ من الكثرة مبلغاً لا تقدر الإنس أن تحصيه بالعد قال اليوسي في حواشي الكبرى لا يخفى أن لنبينا، صلى الله تعالى عليه وسلم، معجزات لا تنحصر ولا يدرك قعر بحرها وقد اشتمل القرآن على أن نيف وأربعة عشر ألفاً ذكر بعضهم أنه وقف في بعض الكتب المدونة في هذا العلم الشريف من الآيات على ما انتهى إلى مئتي ألف بل تنيف، ومصنفه مع ذلك مصرح بالاعتذار انتهى. وقال المناوي في شرح العراقي وهو أكثر الأنبياء معجزة فقيل أنها تبلغ ألفاً وقيل ثلاثة آلاف سوى القرآن فإن فيه نحو ستين ألف معجزة انتهى المراد منه وقوله (كالقمر) مثال لبعض معجزاته، صلى الله تعالى عليه وسلم، يعني أن من معجزاته صلى الله عليه وسلم انشقاق القمر له فرقتين لما كذبه كفار قريش وسألوه آية تصدقه وذلك قبل الهجرة بنحو خمس سنين كما نص عليه القرآن وتواترت به الأحاديث كما حققه السبكي وغيره، وأجمع عليه المفسرون وأهل السنة ولم يقع انشقاقه لغيره، صلى الله تعالى عليه وسلم، قاله الهيثمي في