شرح الهمزة وقال القاضي في الشفا أخبر الله تعالى بوقوعه بلفظ الماضي وإعراض الكفرة عن آياته وأجمع المفسرون على وقوعه كما في الصحيح عن ابن مسعود انشق القمر على عهد رسول الله، صلى الله تعالى عليه وسلم، فرقتين، فرقة فوق الجبل وفرقة دونه فقال، صلى الله تعالى عليه وسلم، اشهدوا والجبل حراء وفي رواية أنس حتى رأوا حراء بينهما وقوله فرقيتن الخ روي باللام أيضاً أي فلقتين وروي أنهم لما رأوه قالوا هذا سحر ابن أبي كبشة قال ابن مسعود فقال انظروا يأتيكم به السفار فإن محمداً لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم قال فجاء السفار فأخبروهم بذلك فقالوا هذا سحر مستمر أي قوي من المرة وهي القوة أو دائم مطرد فيدل على أنهم رأوا قبلها آيات متتابعة وقوله ابن أبي كبشة بفتح الكاف وسكون الموحدة ومعجمة قيل أحدج أجداده لأمه قالوه عداوة لأن عادة العرب إذا انتقصت نسبت إلى جد غامض وقيل أبوه من الرضاعة كذا في الزرقاني ونقل البيهقي عن الحليمي أن من الناس من قال إن المراد بقوله تعالى {انشق القمر} سينشق قال الحليمي فإن كان كذلك فقد وقع في عصرنا مشاهدة الهلال ببخارى في الليلة الثانية منشقاً نصفين عرض كل منهما عرض القمر ليلة أربع أو خمس ثم اتصلا وصار في شكل أترجة إلى أن غاب، قال وأخبرني من أثق به أنه شاهده في ليلة أخرى قاله المناوي.
(وغسل قلبه وشق الصدر ... وحشوه بسر أي سر)
هذه الثلاث بالجر عطف على قوله كالقمر والسر الأمر الخفي وأي صفة لما قبله ويعني أنه، صلى الله تعالى عليه وسلم، من معجزاته شق صدره الشريف وغسل قلبه المنيف وحشو ربه اللطيف له بما لا يعلمه إلا هو من أنوار النبوءة والحكمة وتقدم الكلام على هذا مستوفى في صدر الكتاب ومر أنه لم يجد لذلك الشق مسا أي ألماً، أما شقه عند حليمة فرواه ابن سعد وأبو نعيم وابن عساكر كما مر والراجح أنه وقع وهو ابن أربع سنين خلاف ما مر للناظم وأما شقه للبعث عند نزول اقرأ