تكلم في المهد النبي محمد ... ويحيى وعيسى والخليل ومريم
ومبري جريح ثم شاهد يوسف ... وطفل لدى الأخدود يرويه مسلم
وطفل عليه مر بالأمة التي ... يقال لها تزني ولا تتكلم
وما شطة في عهد فرعون طفلها ... وفي زمن الهادي المبارك يختم
ذكر هذه الأبيات بهذا اللفظ الزرقاني في شرح المواهب في ولادته صلى الله عليه وسلم وقوله لدى الأخدود هو ان امرأة جيء بها لتلقى في النار لتكفر ومعها صبي فتقاعست فقال لها يا أماه اصبري إنك على الحق. والمبارك يعنى به مبارك اليمامة وكانت قصته في حجة الوداع أوتي بصبي فقال له من أنا فقال له أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم صدقت يا صبي، بارك الله فيك، ثم ان الغلام لم يتكلم بعدها حتى شب فكان يسمى مبارك اليمامة ويعرف حديثه بحديث شاهونة. انظر الشفا. وروى ان حليمة رأت غمامة تظله عليه السلام عندها نقله في الشفا (وشق صدر أكرم الأنام) الأنام كسحاب وساباط وأمير الخلق (وهو ابن عامين وسدس عام) أي شهرين أشار بهذا إلى ما رواه ابن سعد وأبو نعيم وابن عساكر عن ابن عباس قال كانت حليمة لا تترك النبي صلى الله عليه وسلم يذهب مكانا بعيدا فغفلت عنه فخرج مع أخته الشيماء في الظهيرة الى البهم فخرجت حليمة تطلبه حتى تجده قالت في هذا الحر قالت أخته يا أمه ما وجد أخي حرا ورأيت غمامة تظلل عليه إذا وقف وقفت وإذا سار سارت حتي انتهى إلى هذا الموضع.
وكان صلى الله عليه وسلم يشب شبابا لا يشبه الغلمان قالت حليمة فلما فصلته تعني بعد مضي عامين قدمنا به على أمه ونحن أحرص شيء على مكثه فينا لما نرى من بركته فكلمنا أمه وقلنا نود لو تركتيه عندنا حتى يغلظ فإنا نخشى عليه وباء مكة ولم تزل بها حتي ردته معنا فرجعنا به فو الله إنه لبعد مقدمنا بشهرين أو ثلاثة مع أخيه لفي بهم لنا خلف بيوتنا جاء أخوه يشتد فقال ذلك أخي القرشي قد جاءه رجلان