عليهما ثياب بيض فأضجعاه وشقا بطنه فخرجت أنا وأبوه نشتد نحوه فنجده قائما منتقعا لونه فاعتنقه أبوه وقال أي بنى ما شأنك قال أتاني رجلان عليهما ثياب بيض فأضجعاني وشفا بطني ثم استخرجا منه شيئا ثم رداه كما كان فرجعناه معنا فقال أبوه يا حليمة لقد خشيت أن يكون ابني قد أصيب فانطلقي بنا نرده إلى أهله فاحتملناه حتى قدمنا به مكة على أمه فقالت ما دركما فقد كنتما حريصين عليه قلنا نخشى عليه فقالت ما ذاك فأصدقاني شأنكما فلم تتركنا حتى أخبرناها خبره، قالت أخشيتما عليه الشياطين كلا والله ما للشياطين عليه سبيل وإنه لكائن لا بني هذا شأن عظيم فدعاه عنكما اهـ. واسم أخيه عبد الله وفي رواية البيهقي ان اسمه ضمرة والبهم بفتح الموحدة ولد الضأن كذا في النهاية. وقولها قالت في هذا الحر بحذف الهمز أي أفيه تخرجين به. ويشب بكسر الشين. روي أنه صلى الله تعالى عليه وسلم لما صار ابن شهرين كان يتزحلق مع الصبيان إلى كل جانب وفي ثلاثة أشهر كان يقوم على قدميه في أربعة كان يمشي ولما مضى له ثمانية أشهر شرع يتكلم بكلام فصيح وفي عشرة أشهر كان يرمي بالسهام وقولها أو ثلاثة شكت ويشتد يسرع ومنتقعا لونه بنون ففوقية فقاف مفتوحه أي متغيرا وقوله رجلان أي ملكان في صورة رجلين وهما جبريل وميكائيل وقوله شيئا هو مضغة سوداء وقوله أصيب أي من الجن وقولها فقدمناه به على أمه أي بعدما ضل منا في باب مكة حين نزلت لأقضي حاجتي فأعلمت بذلك عبد المطلب فطاف بالبيت أسبوعا ودعى الله يرده فسمع مناديا ينادي معاشر الناس لا تضجوا فإن لمحمد ربا لا يضيعه ولا يخذله. قال عبد المطلب يا أيها الهاتف من لنا به وأين هو قال بوادي تهامة فأقبل عبد المطلب راكبا متسلحا فلما صار في بعض الطريق لقي ورقة بن نوفل فسارا جميعا فوجداه صلى الله عليه وسلم تحت شجرة وعن ابن عباس لما رد الله محمدا صلى الله عليه وسلم على عبد المطلب تصدق بألف ناقة كوماء وخمسين رطلا من ذهب وجهز حليمة أفضل الجهاز قاله الزرقاني، قال وظاهر هذا السياق