بل صريحه أن شق الصدر ورجوعه إلى أمه كانا في السنة الثالثة لقوله بشهرين أو ثلاثة وقال ابن عباس رجع إلى أمه وهو ابن خمس سنين وقال غيره ابن أربع حكاها الواقدي وقال ابن عبد البر ردته بعد خمس سنين ويومين وقال الأموي ابن ست سنين والراجح أنه صلى الله عليه وسلم رجع إلى أمه وهو ابن اربع سنين وان شق الصدر إنما وقع في الرابعة كما جزم به الحافظ العراقي وتلميذه الحافظ بن حجر في سيرته وذكر انه التزم فيها الاقتصار على الأصح مما اختلف فيه نقله الزرقاني وعلى هذا فقوله وهو ابن عامين إلخ، خلاف الراجح. والراجح انه وقع وهو ابن أربع سنين والله تعالى أعلم. وفي الكلاعي قال ابن عباس يقال رجع إلى أمه وهو ابن خمس سنين وكان غيره يقول رد إليها وهو ابن أربع سنين اهـ. وعند أبي يعلي وابن عساكر وأبي نعيم أنه صلى الله عليه وسلم قال كنت مسترضعا في بنى سعد بن بكر فبينما انا ذات يوم في بطن واد مع أتراب لى من الصبيان إذا أنا برهط ثلاثة معهم طست من ذهب ممتلأ ثلجا فأخذوني من بين أصحابي فانطلق الصبيان هرابا مسرعين إلى الحي فعمد أحدهم فأضجعني على الأرض اضجاعا لطيفا ثم شق ما بين مفرق صدري إلى منتهى عانتي وانا انظر إليه لم أجد لذلك مسا ثم أخرج أحشاء بطني ثم غسلها بذلك الثلج فأنعم غسلها ثم أعادها مكانها ثم قام الثاني فقال لصاحبه تنح ثم أدخل يده في جوفي وأخرج قلبي وأنا انظر إليه وصدعه ثم أخرج منه مضغة سوداء فرمى بها ثم مال بيده يمنة ويسرة كأنه يتناول شيئا فإذا بخاتم في يده من نور يحار فيه الناظر دونه فختم به قلبي وامتلأ نورا وذلك نور النبوءة والحكمة ثم أعاده مكانه فوجدت برد ذلك الخاتم في قلبي دهرا ثم قال الثالث لصاحبه تنح فأمر يده بين مفرق صدري إلى منتهى عانتي فالتأم ذلك الشق بإذن الله تعالى ثم أخذ بيدي فأنهضني من مكاني ثم قال الأول للثالث زنه بعشرة من أمته فوزنني فرجحتهم ثم قال زنه بمائة من أمته فرجحتهم ثم قال زنه بألف فرجحتهم ثم قال دعوه فلو وزنتموه بأمته كلها لرجحهم ثم ضموني إلى صدرهم وقبلوا