والمسلمين أنه إسراء بالجسد وفي اليقظة وهو الحق، وهو قول ابن عباس وجابر وأنس وحذيفة وعمرو وأبي هريرة ومالك بن أبي صعصعة وأبي حبة البدري وابن مسعود والضحاك وابن جبير وقتادة وابن المسيب وابن شهاب والحسن وابن زيد وإبراهيم ومسروق ومجاهد وعكرمة وابن جريج والطبري وابن حنبل وهو قول أكثر المتأخرين من الفقهاء والمحدثين والمتكلمين والمفسرين وعليه تدل الآثار وصحيح الأخبار ولا يعدل عن الظاهر والحقيقة إلى التأويل إلا عند الاستحالة. وأما تسميتها رؤيا في قوله تعالى {وما جعلنا الرؤيا} الخ فقوله تعالى فتنة للناس يؤيد أنها رؤيا عين إذ ليس في الحلم فتنة، ولا يكذب به أحد لأن كل أحد يرى مثل ذلك في منامه على أن بعض المفسرين ذهب إلى أنها نزلت في قضية الحديبية وما وقع في نفوس الناس من ذلك. وأما تسميتها مناماً، في حديث، وفي آخر بين النائم واليقظان فيحتمل أن وصول الملك إليه، وهو نائم وقوله ثم استيقظت وأنا في المسجد الحرام ولعله أراد أنه استيقظ من نوم آخر بعد وصوله بيته أو يكون لما غمره من عجائب ما اطلع عليه وخامر باطنه ومن مشاهدة ما شاهده فلم يستفق ويرجع إلى البشرية إلا وهو في المسجد الحرام ويكون عبر بالنوم عن هيأة النائم من الاضطجاع انتهى من الشفا.
قال مؤلفه سمح الله تعالى له ويشهد للتأويل الأخير حديث البخاري: من صلى نائماً فله نصف أجر القاعد أي من صلى مضطجعاً فله نصف صلاة من صلى جالساً، والله أعلم.
وقال القسطلاني قوله بين النائم واليقظان أي في ابتداء الحال ثم استمر يقظاناً في القصة كلها ومثلت له أرواح الأنبياء بالصور التي كانوا عليها والبراق ليس بذكر ولا أنثى وفي رواية شاذة أنه له جناحان وفي أخرى ضعيفة له خد كخد الإنسان وعرف كعرف الفرس وقوائم كالإبل وأظراف وذنب كالبقر وصدره ياقوتة حمراء قاله الهيثمي في شرح الهمزية.
وها أنا أذكر إن شاء الله تعالى ما يحتاج إليه من كلام الإمام علي