خبره والصهباء بالمد ويقصر موضع على مرحلة من خيبر يعني أن من معجزاته صلى الله تعالى عليه وسلم أن الله تعالى رد له الشمس بعد غروبها فرجعت من مغربها وحديثها خرجه الطحاوي وابن مردويه. قال في الشفاء وأما رد الشمس له فخرج الطحاوي عن أسماء بنت عميس بمهملة مضمومة مصغراً من طريقين أنه صلى الله تعالى عليه وسلم كان يوحي إليه ورأسه في حجر علي فلم يصل أي علي العصر حتى غربت الشمس فقال صلى الله تعالى عليه وسلم أي بعد ما افاق من الاستغراق أصليت يا علي؟ قال لا. فقال اللهم إنه كان في طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليه الشمس. قالت أسماء فرأيتها غربت ثم رأيتها طلعت، ووقفت على الجبال والأرض، وذلك بالصهباء. وقوله وقفت ويروي وقعت بالعين بدل الفاء. قال الطحاوي وهذان الحديثان ثابتان ورواتهما ثقاة أي فلا عبرة بمن طعن في رجالهما فجعلهما حديثين لروايته لهما من طريقين، هذا وقال ابن الجوزي أنه موضوع وتبعه ابن القيم وشيخه ابن تيمية وذكروا تضعيف أسانيد الطحاوي وقال ابن الجوزي أنا لا أتهم بوضعه إلا ابن عقدة لأنه كان رافضاً يسب الصحابة انتهى. ولا يخفى أن مجرد كون الراوي رافضياً أو خارجياً لا يوجب الجزم بوضع حديثه إذا كان ثقة وكأن الطحاوي لاحظ هذا المعنى ثم من المعلوم أن من حفظ حجة على من لم يحفظ والأصل العدالة حتى يثبت الجرح المبطل للرواية. وأما ما ذكره ابن الجوزي من أن في الصحيح أن الشمس لم تحبس لأحد إلا ليوشع فالجواب أن الحصر باعتبار الأمم السالفة مع احتمال وروده قبل القضية قاله ابن سلطان. وقال في الشفا وحكى الطحاوي أن أحمد بن صالح كان يقول لا ينبغي لمن سبيله العلم التخلف عن حفظ حديث أسماء لأنه من علامات النبوءة. قال ابن سلطان والطحاوي هو الإمام الحافظ العلامة صاحب التصانيف المهمة روى عنه الطبراني وغيره وهو مصري من أكابر علماء الحنفية، لم يخلق مثله وكان أولاً شافعياً يقرأه على خاله المزني ثم صار حنفياً توفي سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، وطحا من قرى مصر، انتهى. وهذا