معنى البيت أنه عليه السلام لما أخبر الناس بقصة الإسراء كان الناس على قسمين فمنهم سعيد مومن أي مصدق بما أخبر به، صلى الله تعالى عليه وسلم، ومنه شقي خاسر أي ضال كفر به والعياذ بالله تعالى. خسر كفرح وضرب: ضل، قاله في القاموس. ولما كذبه من كذبه صلى الله تعالى عليه وسلم في الإسراء صدقه الصديق وروي أنه لقب به في ذلك اليوم.
وقوله فمن سعيد مؤمن الخ، يصح عندي أن مجرور من محذوف وما بعد من مرفوع بالابتداء أي فمنهم سعيد ومنهم شقي، والضمير عائد على قوله الناس، وحذفه لدلالة الكلام عليه، كقوله:
(وحاجة ما إن لها عندي ثمن ... ميسورة قضاؤها منها ومن)
أراد ومني. ويصح أنه بمعنى إلي والمجرور متعلق بمحذوف أي فانقسموا إلى سعيد وإلى شقي ويصح أن الفاء زائدة ومن للبيان أي فأخبر الناس الذين هم سعيد مصدق بما أخبره به وشقي كافر به. ويكون كقوله:
(أجمعوا أمرهم عشاء فلما ... أصبحوا أصبحت لهم ضوضاء)
(من مناد ومن مجيب ومن تصهال خيـ ... ـل خلال ذلك رغاء)
والله تعالى أعلم. وأعلم أن بعضهم قال إن الإسراء كان يقظة بجسده إلى بيت المقدس وبروحه إلى السماء وذهب بعضهم إلى أنه رؤيا منام وأنه إسراء بالروح مع اتفاقهم على أن رؤيا الأنبياء حق ووحي، والحق هو ما قدمته من أنه بالجسد يقظة في القصة كلها والصحيح أن الإسراء والمعراج في ليلة وقيل كان الإسراء في ليلة والمعراج في أخرى.
(والشمس بالصهباء للمختار ... درت ( ... ))
الشمس مبتدأ وردت بالبناء للمجهول ونائبه ضمير الشمس، والجملة