طلعت وقال آخر هذه الإبل قد طلعت يقدمها إلخ .. فقالوا إن هذا إلا سحر مبين.
وعند ابن أبي حاتم فلما كان ذلك اليوم الذي قال أنهم يأتون فيه أشرف الناس ينتظرون حتى إذا كان قرب نصف النهار أقبلت العير يقدمها ذلك الجمل كما وصف صلى الله تعالى عليه وسلم ولا معارضة لأنه مر بعيرين بل بثلاثة، وكأن إحداهما تأخرت. روى ابن مردويه والطبراني عن أم هانئ قالوا أخبرنا عن عيرنا قال أتيت على عير لبني فلان بالروحاء قد أضلوا ناقة لهم فانطلقوا في طلبها فانتهيت إلى رحالهم فليس بها منهم أحد وإذا قدح ماء فشربت منه ثم انتهت إلى عير بني فلان بمكان كذا وكذا فيها جمل عليه غرارتان: غرارة سوداء وغرارة بيضاء فلما حاذيت العير نفرت وصرع ذلك البعير وانكسر ثم انتهيت إلى عير بني فلان بالتنعيم يقدمهم جمل أورق عليه مسح أسود وعليه غرارتان سوداوان (الحديث) انتهى.
وذكروا أيضاً أن الشمس حبست له صلى الله تعالى عليه وسلم يوم الخندق وتعقب بأن الثابت في الصحيح أنه عليه السلام صلى العصر في وقعة الخندق بعدما غربت الشمس وأجيب بأنه كان في يوم آخر إذ وقعة الخندق كانت أياماً انتهى المراد من كلام الزرقاني. (وإذ) معمول اذكر محذوفاً (أتى الفجار) يعني كفار قريش (نحو الباب) أي داره التي هو فيها صلى الله تعالى عليه وسلم (لقتله) أي لأجل قتله صلى الله تعالى عليه وسلم والعامل فيه أتى وذلك حين أراد الهجرة فعلموا أنه أجمع لحربهم فتشاوروا فيما يفعلون به فأشار إليهم اللعين أبو جهل بأن يأخذوا من كل بطن من قريش رجلاً فيقتلوه دفعة ليتفرق دمه في قريش ووافقه اللعين إبليس على الرأي كما مر مستوفى في الكلام على الهجرة فأتاه جبريل فقال له لا تبت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه، فلما كانت عتمة من الليل اجتمعوا على بابه صلى الله تعالى عليه وسلم يرقبونه حتى ينام فيثبوا عليه فلما رءا صلى الله تعالى عليه وسلم مكانهم أمر علياً أن ينام مكانه وقال تسبح برداءي هذا