يتلو هذه الآيات وقد روي في فضل يس مرفوعاً أن من قرأها خائف أمن أو جائع أشبع أو عار كسى أو عاطش سقي أو سقيم شفي انتهى. وفي الشفا ومنه العبرة المشهورة والكفاية التامة عندما أخافته قريش اجتمعت على قتله وبيتوه فخرج عليهم من بيته فقام على رؤوسهم وقد ضرب الله على أبصارهم أي حجبها عن رؤيته وذر التراب أي فرقه ونثره على رؤوسهم وخلص منهم. قوله ومنه أي ومن قبل أخذ الله أبصار الأعداء وبيتوه بشد التحتية أي دبروه ليلاً ليقتلوه غيلة على غرة وغفلة، قال الحلبي وكانوا مائة ومعنى خلص نجا من غير أن يصيبه شيء وفي رواية أنه خرج من ظهر البيت طأطأت له جارية اسمها مارية خادمته عليه الصلاة والسلام حتى تسور الجدران الذي للبيت من ظهره قاله على القارئ. وللعراقي:
(كذا التراب في رؤوس القوم قد ... وضعه ولم يره منهم أحد)
والقوم كفار قريش وذلك لما أراد الهجرة فاجتمعوا ببابه فأخذه كل منهم سيفاً ليضربوه ضربة رجل واحد فخرج عليهم ووضع التراب على رؤوسهم ولم يره منهم أحد قاله المناوي.
(وفي حنين إذ رمى الأقواما ... بقبضة فانهزموا انهزاما)
قوله في حنين متعلق برمى بعده وإذ معمول لأذكر محذوفاً أي وأذكر من معجزاته صلى الله عليه وسلم إذ رمى جيوش الكفار على كثرتهم في غزوة حنين بقبضة من التراب بضم القاف وتفتح بمعنى مقبوضة كما في ابن سلطان وفي رواية تناول حصيات وفي رواية أخذ كفا من تراب فضرب وجوههم وقال شاهت الوجوه فلم يبق أحد منهم إلا امتلأت عينه وفمه تراباً، فولى المشركون الأدبار وانهزموا انهزاماً شديداً وروي أن الكفار كانوا نحو ثلاثين ألفاً ووصول تلك الحصيات إلى كل واحد من هذه الألوف حتى هزمتهم وشتت شملهم من أعظم المعجزات. قال المناوي وهو أبهر من قلب العصا ثعباناً وابتاعها حبال السحرة انتهى. وللعراقي رحمه الله تعالى: