(والجيش في يوم حنين إذ رموا ... منه بقبضة تراباً هزموا)
(وأنزل الله به كتاباً ... وامتلأت أعينهم تراباً)
وتراباً تمييز وقوله به أي في شأن الرمي فقال {وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى} قاله المناوي وما ذكر من أن الآية نزلت في شأن الرمي يوم حنين غير متفق عليه قال ابن جزي في تفسير هذه الآية كان رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قد أخذ يوم بدر قبضة من تراب أو حصى ورمى بها في وجوه الكفار فانهموا فمعنى الآية أن ذلك من الله في الحقيقة انتهى.
وقال الثعالبي في تفسيرها روي أنه صلى الله تعالى عليه وسلم أخذ يومئذ ثلاث قبضاة من حصى أو تراب فرمى بها في وجوه القوم فهزموا عند آخر رمية ويروى أنه قال يوم بدر شاهت الوجوه وهذه الفعلة أيضاً كانت يوم حنين بلا خلاف انتهى وقال الخازن بعد كلام في تفسيرها فلما التقى الجمعان تناول رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم كفاً من حصى عليه تراب فرمى في وجوه القوم وقال شاهت الوجوه يعني قبحت فلم يبق مشرك إلى ودخل في عينيه وفمه ومنخريه من ذلك التراب شيء فانهزموا وتبعهم المسلمون يقتلونهم ويأسرونهم فذلك قوله عز وجل وما رميت (الآية) انتهى. واقتصر على أن هذا يوم بدر كما يعلم بالوقوف عليه انتهى. وكلام المفسرين هذا من الريان تفسير الوالد حفظه الله تعالى:
قوله أبدع افعل تفضيل وهو مبتدأ وخبره المجرور قبله والبدعة في اللغة ما فعل على غير مثال قال تعالى:{قل ما كنت بدعاً من الرسل} والعناكب جمع عنكبوت وحاكت أي نسجت راجع للعناكب، باضت أي ألقت بيضها راجع للحمام وباضت وحاكت الظاهر أنهما بدل اشتمال مما قبلهما بتقديران يعني وفي بيض الحمام على الغار ونسج العنكبوت على فمه مع أن فيه المصطفى صلى الله تعالى عليه وسلم وصاحبه أبو بكر رضي الله تعالى عنه معجزات لم يقع مثلها قبلهما، وذلك من أعظم