للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في أكمل الأحوال من التطهير. وأما الثالثة وهي شقه عند الإسراء فرواها الشيخان وأحمد من حديث قتادة وأنس عن مالك بن صعصعة أن النبي صلى الله عليه وسلم حدثهم فذكره الشيخان والترمذي والنسائي من طريق الزهري عن أنس عن أبي ذر مرفوعا ورواه البخاري من طريق شريك عن أنس رفعه ومسلم والبرقاني وغيرهما من طريق ثابت عن أنس رفعه بلا واسطة فلا عبرة بمن نفاه لأن رواته ثقاة مشاهير قال الحافظ والحكمة فيه الزيادة في إكرامه ليتأهب للمناجاة اهـ من الزرقاني.

وقال العراقي قد انكر وقوع الشق ليلة الإرساء ابن حزم وعياض وادعيا انه تخليط من شريك وليس كذلك فقد ثبت من غير طريق شريك في الصحيحن وقال الغرطبي لا يلتفت إلى إنكاره لأن رواته ثقاة مشاهير وقال العسقلاني استنكر بعضهم وقوع الشق ليلة الإرساء وقال إنما وقع وهو صغير في بني سعد ولا إنكار في ذلك فقد تواترت به الروايات وثبت شق الصدر أيضاً عند البعثة ولكل حكمة فالأول وقع في زمن الطفولية فنشأ على أكمل الأحوال من العصمة من الشيطان اهـ المراد من ابن سلطان.

فائدة:

الراجح أن الشق وغسل القلب الشريف في طست ليس خاصا به صلى الله عليه وسلم بل شاركته فيه الأنبياء كما قاله الشامي وابن كثير والطبري وأخرج هو وسعد بن منصور بإسناد صحيح عن السدي الكبير في قوله تعالى: {فيه سكينة من ربكم} قال طست من ذهب الجنة كان يغسل فيه قلوب الأنبياء، قال الشامي وما صححه الشيخ يعني السيوطي من عدم المشاركة لم أر ما يعضده بعض الفحص الشديد اهـ أنظر الزرقاني. ولمؤلفه عفا الله تعالى عنه بمنه في هذه المسألة ونظائر لها أبيات على طريق السؤال وهي:

(أجبني عن الاسرا إلى حضرة الحق ... أكان لغير الهاشمي من الخلق)

<<  <  ج: ص:  >  >>