(وهل هو مخصوص بغسل لقلبه ... أم الرسل قد ساوته في الغسل والشق)
(وهل كان نسج العنكبوت لغيره ... أم النسج خصيص الذي جاء بالصدق)
(وبدأ من الأنصار عد مهاجرا ... فحاز بذاك الوصف سبقا على سبق)
جواب ما ذكر أن الإسراء بالروح والجسد يقظة من خصائصه على فقد نسجت على داوود مرتين حين كان طالوت يطلبه ونسجت على الغار الذي دخله عبد الله بن أنيس لما بعثه صلى الله عليه وسلم لقتل خالد بن نبيح الهذلي وعلى عورة زيد بن علي بن زين العابدين لما صلب عريانا وأما الأنصاري المهاجري فهو ذكوان بن عبد القيس الزرقي كذا في المواهب وكذا العباس بن عبادة كما في الزرقاني عليها وشق الصدر عند البعثة هو الثالث وقبله شق ثان في قصة له مع عبد المطلب رواها عبد الله بن الإمام أحمد بسند رجاله ثقاة وابن حبان والحاكم وابن عساكر والضياء أن أبا هريرة قال يا رسول الله ما أول ما ابتدئت به من أمر النبوءة قال إني لفي صحراء ابن عشر حجج إذا أنا برجلين فوق رأسي يقول أحدهما لصاحبه أهو هو؟ فقال نعم، فأخذاني فاستقبلاني بوجوه لم أرها لخلق قط وأرواح لم أجدها من خلق قط وثياب لم أرها على أحد قط فأقبلا إلى يمشيان حتى أخذ كل منهما بعضدي لا أجد لأخذهما مسا فقال أحدهما لصاحبه أضجعه فأضجعاني وفي لفظ فقال أحدهما لصاحبه أفلق صدره فقلقاه فيما أرى بلا دم ولا وجع فكان أحدهما يختلف بالماء في طست من ذهب والآخر يغسل جوفي ثم قال شق قلبه فشق قلبي فأخرج الغل والحسد منه فأخرج شبه العلقة فنبذه، قال الشامي هل كان في هذه المرة بختم لم أقف عليه في شيء وأما الثلاث المرات ففي كل منهما يختم. انتهي من الزرقاني.
وروي شق صدره مرة خامسة وهو ابن عشرين ولا يثبت وخلقت هذه العلقة فيه تكملة للخلق الإنساني لأنها من جملة الأجزاء الإنسانية ونزعت منه كرامة ربانية فإخراجها بعد خلقها أدل على مزيد الرفعة وعظيم الاعتناء من خلقه بدونها قاله السبكي اهـ من الزرقاني.