للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(وكم حوت) أي جمعت وأحرزت، (ثويبة) بضم المثلثة وفتح الواو وسكون التحتية فياء موحدة فهاء تأنيث عتيقة أبي لهب اعتقها لما بشرته بولادة النبي صلى الله عليه وسلم (من بركه) من الخير الكثير (لما غدت) أي حين صارت (ظئرا) بكسر الظاء (له) أي النبي صلى الله عليه وسلم فإنها أرضعته أياما قلائل قبل مقدم حليمة وتوفيت بمكة سنة سبع من الهجرة قال ابن منده اختلف في إسلامها وقال أبو نعيم لم أر أحدا ذكره إلا ابن منده، وقال ابن الجوزي لا نعلم أنها أسلمت والبرهان لم يذكرها أبو عمر في الصحابة وقال الذهبي يقال انها أسلمت فإذن الراجح عنده انها لم تسلم وقال الحافظ في طبقات ابن سعد ما يدل على أنها لم تسلم لكن لا يدفع به نقل ابن منده قال ولم أقف في شيء من الطرق على إسلامها مع ابنها مسروح اهـ.

وذكر ابن العربي أنه لم ترضعه مرضعة إلا أسلمت نقله السيوطي. ومسروح بفتح الميم وسكون السين المهملة فراء مضمومة فحاء مهملتين قال البرهان لا أعلم أحدا ذكره بإسلام قاله الزرقاني وقد ريء أبو لهب بعد موته أي رآه أخوه العباس فقال له ما لك؟ قال في النار. إلا أنه خفف عني كل ليلة اثنين وأمص من بين أصبعي هاتين ماء وأشار برأس أصبعه وإن ذلك باعتاقي ثويبة حين بشرتني بولادة النبي صلى الله عليه وسلم وبإرضاعها له أي بأمره. قوله اصبعي هاتين الظاهر انهما السبابة والإبهام، وقوله أمص بفتح الميم أفصح من ضمها من باب تعب وقتل، وقوله خفف عني أي بسبب ما أسقاه من الماء وحملناه على أن التخفيف بسبب الماء ليلتئم مع رواه البخاري وعبد الرزاق والإسماعيلي أن ثويبة مولاة أبي لهب كان ابو لهب اعتقها فأرضعت النبي صلى الله عليه وسلم فلما مات أبو لهب أوريه بعض أهله بشر خيبة فقال ماذا لقيت؟ قال لم ألق بعدكم، زاد عبد الرزاق رحمة، والإسماعيلي رخاء، وقال ابن بطال سقط المفعول من جميع رواة البخاري ولا يستقيم إلا به غير أني سقيت في هذه، زاد عبد الرزاق وأشار إلى النقرة التي تحت إبهامه، بعتاقتي ثويبة حبيبة بحاء مهملة

<<  <  ج: ص:  >  >>