للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مكسورة وتحتية ساكنة وموحدة أي سوء حال وأصلها حوبة وهي المسكنة والحاجة وذكر البغوي أنها بفتح الحاء وللمستملي بخاء معجمة مفتوحة، قال ابن الجوزي وهو تصحيف وروي بالجيم، قال السيوطي هو تصحيف باتفاق. قوله وأشار برأس أصبعه أي أشار إلى تقليل ما يسقاه، قال ابن بطال يعنى أن الله سقاه ماء في مقدار نقرة إبهامه لأجل عتقها وقال غيره أراد بالنقرة التي بين ابهامه وسبابته إذا مد إبهامه فصار بينهما نقرة يسقى من الماء بقدر ما تسعه تلك النقرة وبهذا علم أن النقرة التي أشار إليها على صورته في الدنيا لا على صورة الكفار في جهنم والمراد أنه وصل إلى جوفه بسبب ما يمصه من أصابعه لأنه يؤتى له به من خارج جمعا بين الروايتين. وقد تعسف من قال ما يسقاه ليس من الجنة؛ لأن الله حرمها على الكافرين فإنه لا يتوهم أحد أنه من الجنة سواء قلنا انه مما يمصه أو يؤتى له به من خارج، قاله الزرقانى وهذا لا ينافى ما ورد من إحباط عمل الكافر لأن هذه خصوصية له كما خفف عن أبي طالب حتى كان هو أهون أهل النار عذابا إكراما للنبي صلى الله عليه وسلم انظر إزالة اللبس وفي التوشيح قيل هذا خاص به إكراما للنبي صلى الله عليه وسلم كما خفف عن أبي طالب بسببه، نقله الزرقاني. ولله در حافظ الشام محمد بن ناصر في قوله:

(إذا كان هذا كافرا جاء ذمه ... وتبت يداه في الجحيم مخلدا)

(أتى أنه في يوم الاثنين دائما ... يخفف عنه بالسرور بأحمدا)

(فما الظن بالعبد الذي كان عمـ ... ـره بأحمد مسرورا ومات موحدا)

(وبركه * إذ حضنته) قوله وبركة عطف على ثوبية أي وكم جمعت وأحرزت من الخير الكثير بركة إذ حضنته صلى الله عليه وسلم وكنيتها أم أيمن بفتح الهمزة وسكون التحتية، وفتح الميم وبالنون بن عبيد الخزرجي المستشهد يوم حنين وهي حبشية وهي بنت ثعلبة بن حصن اعتقها أبو المصطفى وقيل بل هو صلى الله عليه وسلم وقيل كانت لأمه أسلمت قديما وهاجرت الهجرتين. وفي صحيح مسلم عن الزهري أنها

<<  <  ج: ص:  >  >>