الحنين الشوق وتوقان النفس وفي القاموس الحنين الشوق وشدة البكاء وانتهى. والذي في الأحاديث المسوقة هنا أنه صوت فالمراد من الحنين الصوت الدال على شوقه انظر المواهب وشرحها. ومعنى البيت: ومن معجزاتك يا رسول الله اشتياق الجذع الذي هو جمادا إليك لما فارقته فلم يزل يحن إليك إلى أن نال منك وصلا أي مواصلة يعني بذلك ما روي أنه عليه السلام التزامه وضمه إليه كما يأتي. (لو لم ينزله) أي لو لم ينل الجذع الوصل منك يا رسول الله (لم يزل) إلى يوم القيامة (كئيبا) أي حزيناً باكياً عليك يا رسول الله (ما لاح) أي ظهر، (سنى) أي ضوءاً أي ما ظهرت الشمس وما مصدرية ظرفية أي مدة دوام ذلك، وقوله (غريبا) أي بمنزلة الغريب وهو البعيد عن الأهل والوطن وأشار بهذا إلى ما روي أنه عليه السلام قال والذي نفسي بيده لو لم ألتزمه لم يزل يصوت هكذا إلى يوم القيامة تحزناً على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، قال في المواهب قال العلامة التاج بن السبكي الصحيح أن حنين الجذع متواتر انتهى. وسبقه إلى ذلك القاضي عياض فقال في الشفا الخبر به متواتر ففي حديث أبي بن كعب كان النبي صلى الله تعالى عليه وسلم يصلي مستنداً إلى جذع إذ كان المسجد عريشاً اي مسقفاً بالجريد وكان يخطب إلى ذلك الجذع فقال رجل من أصحابه وهو تميم الداري كما في أبي داوود هل لك أن تجعل منبراً تقوم عليه ويسمع الناس خطبتك؟ قال نعم. فلما صنع له المنبر من أثل الغابة كما في الصحيح وضعه صلى الله عليه وسلم موضعه الذي هو فيه فكان إذا بدا له صلى الله تعالى عليه وسلم أن يخطب تجاوز الجذع الذي كان يخطب عليه خار حتى تصدع وانشق. وفي رواية أنس فلما قعد على المنبر خار الجذع كخوار الثور حتى ارتج المسجد لخواره أي ارتعد واضطرب بأهله. وفي رواية جابر سمعنا لذلك الجذع صوتاً كصوت العشار وفي رواية سهل بن سعد الساعدي وكثر بكاء الناس لما رأوا به أي من الحنين. وفي رواية حتى جاء النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فوضع يده عليه اي تسلية له فسكت. وفي رواية عن أنس والذي نفسي