عنه فإنه يتألم لفراقه تألم من فارقته أحبته، فلما ضمه سكن وفرح كمقيم ورد عليه أحبته المسافرون سفراً طويلاً قاله الزرقاني. والعشار جمع عشراء وفي القاموس أنها من النوق التي مضى من حملها عشرة أشهر أو ثمانية وهي كالنفساء من النساء انتهى.
فائدة:
أشبه الأقوال بالصواب أن صانع المنبر النبوي اسمه ميمون، وهو مولى امرأة من الأنصار كما في الصحيح وقيل مولى سعد بن عبادة فكأنه في الأصل مولى امرأته ونسب إليه مجازاً، أو اسمها فتيهة أسلمت وبايعت. وأما أن صانعه تميم الداري أو بأقول باللام آخره أو الميم الرومي أو صباح بفتح المهملة وخفة الموحدة أو قبيصة أو مينا بكسر الميم أو صالح مولى العباس أو إبراهيم أو كلاب مولى العباس فلا اعتداد بها لوهائها كما بسطه في فتح الباري قاله الزرقاني.
(وكم عمى وعمه اذهبتا ... عن أعين وعن قلوب حتى)
(أدركت الأبصار والبصائر ... ما لم تكن تكنه الضمائر)
العمى ذهاب البصر كله والعمه بالتحريك التردد في الضلال والبصائر جمع بصيرة وهي نور القلب والضمائر والقلب والضمير في الأصل داخل الخاطر وكم للتكثير مفعول أذهبت والخطاب له، صلى الله تعالى عليه وسلم، والأعين جمع عين وهي الباصرة والمعنى وأذهبت يا رسول الله العمى عن الأعين والتردد في الضلال عن القلوب إذهاباً كثيرا حتى أدركت الأبصار أي العيون التي كانت متصفة بالعمى من المحسوسات ما لم تكن تظن أهل العقول أنها تدركه، وأدركت أهل البصائر من العلوم والمعارف بعد أن كانت متصفة بالضلال ما لم يكن يخطر في البال أنها تدركه وهذا كله ببركتك يا رسول الله صلى الله تعالى عليك وسلم.
(والمرء في ميزانه اتباعه ... فاقدر إذا قدر النبي محمد)