وقبله السفياني وهو كافر يقتل العلماء والزهاد، ويظهر الفجور والفساد.
وورد أن قبل السفياني رجلاً من بني هاشم وأخبر بأن الأرض زويت له فرأى مشارقها ومغاربها وقال سيبلغ ملك أمتي ما زوي لي منها ووقع ذلك، وقال لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة أي إلى قرب قيامها، فسره علي بن المديني بالعرب لأنهم المختصون بالسقي بالغرب وهي الدلو العظيمة، وفسره غيره بأنهم أهل المغرب وقد ورد أهل المغرب، قال علي القاري يروى عن مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله، صلى الله تعالى عليه وسلم، تكون بالغرب مدينة يقال لها فاس، أقوم أهل المغرب قبله وأكثرهم صلاة وهم على الحق متمسكون به لا يضرهم من خالفهم يدفع الله عنهم ما يكرهون إلى يوم القيامة، وقيل المراد بأهل الغرب أهل الشام. وعن حذيفة: قام فينا رسول الله، صلى الله تعالى عليه وسلم، مقاماً فما ترك شيئاً يكون في مقامه ذلك إلى قيام الساعة إلا حدثه، حفظه من حفظه ونسيه من نسيه، والله ما ترك من قائد فتنة إلي أن تقضى الدنيا يبلغ من معه ثلاثمائة فصاعداً إلا قد سماه لنا باسمه واسم أبيه وقبيلته. وقوله قائد فتنة أي أمير لها يقود إلى المحاربة. وأخبر بأن أمته تنفق كنوز كسرى وقيصر فوقع ذلك، وبافتراق أمته على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، وهذه الواحدة هم الذين قال فيهم النبي، صلى الله تعالى عليه وسلم، هم الذين على ما أنا عليه وأصحابي، وهم أهل السنة والجماعة من الفقهاء والمحدثين والمتكلمين لخلو مذاهبهم من البدعة. وأخبر بظهور الفتنة وكثرة الهرج بفتح الهاء وسكون الراي وهو القتل. وأخبر بملك بني أمية والمراد بهم بنو مروان وأول من ملك من بني أمية بعد الخلفاء سيدنا معاوية رضي الله تعالى عنه بقي تسع عشر سنة وثلاثة أشهر ثم ابنه يزيد ثلاث سنين وأشهرا ثم معاوية بن يزيد ومات بعد أربعين يوماً، ثم مروان بن الحكم ومات بعد سبعة أشهر ثم عبد الملك بن مروان ومات في شوال سنة ست وثمانين، ثم ابنه