للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوليد ومدته تسع سنين، ثم أخوه سليمان بن عبد الملك وولايته سنتان، ثم عمر بن عبد العزيز وولايته سنتان، ثم هشام بن عبد الملك بن مروان ومات سنة خمس وعشرين ومائة، ثم الوليد بن يزيد بن عبد الملك فقتل سنة ست وعشرين ومائة ثم يزيد بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك وهو المسمى يزيد الناقص وولايته خمسة أشهر، ثم إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك فخلع نفسه ومدته سبعون يوماً، ثم مروان بن محمد بن مروان بن الحكم وهو آخرهم قاله ابن سلطان.

وأخبر بملك بني العباس وبغير هذا مما لا يكاد ينحصر:

(فكل ذي علم وذي عرفان ... منك استمده سوى الرحمان)

العرفان بالكسر المعرفة، والمادة أصل الشيء المأخوذ منه، يعني أن كل عالم وكل عارف بالله تعالى إنما استفاد علمه ومعرفته منه لأنه، صلى الله تعالى عليه وسلم، هو أصل المخلوقات كلها وقد حجر الله تعالى نعمه أن يصل منها شيء إلى مخلوق إلا بواسطته، صلى الله تعالى عليه وسلم، وأما قول الناظم رحمه الله تعالى: سوى الرحمن فالصواب حذفه والله تعالى أعلم، لأن الله تعالى لا يوصف بالمعرفة كما هو معلوم ولأن علمه تعالى لا يوصف بأنه مستمد لقدمه حتى يحتاج إلى الاستثناء، والله تعالى أعلم.

(هذا وكم من آية لا تحصى ... عدا منحتها ولا تستقصى)

هذا خبر مبتدأ محذوف أي الأمر هذا، وكم تكثيرية والآية المعجزة، ومنحتها بالبناء للمجهول أي أعطيتها أي أعطاكها الله تعالى تصديقاً لك ولا تستقصى أي لا تستوفى أو هذا منصوب بمحذوف أي أعرف هذا الذي ذكرت لك من معجزاته، صلى الله تعالى عليه وسلم، وكثير من المعجزات أعطاها الله تعالى له، صلى الله تعالى عليه وسلم، ولا تحصى بالعد ولا تستوفى فلا نتعرض لعدها.

(فالحمد لله الذي أعطاكا ... ما لم ينله أحد سواكا)

<<  <  ج: ص:  >  >>